بالأمسِ وَبَعْدَ أَنْ خطفكِ النَّوْمُ منّي عَلَى غفلةٍ وأغراكِ بأحلامهِ الورديِّة كنتُ عَلَى وشكِ أَن ابوحَ لكِ بمكنَوناتِ صَدْرِي علَّني أُطَمّئِنُ بِهَا طُيُور الشَّكّ الَّتِي تحلّقُ فِي سماءِ الاوهامِ لتحطَّ عَلَى بيادرِ النُّور وَالْيَقِين ، انتِ يَا اميرةَ قَلْبِي ، عشيقةَ رُوحِي ، ملهمتي ،وطبيبة اخزاني. يَا أرقَّ الْقُلُوب ، وارهف الْمَشَاعِر. يَا مَنْ تغفو احلامها فِي حَنَايَا صَدْرِي وَفِي أَعْمَاق أَحَادِيثَنَا الخجولة ، عَلَى مخدةِ وِجْدَانِيٌّ ، يَا مَنْ اخافُ عَلَيْهَا مِنْ نظرةِ شكٍّ أَو اتهامِ . يَا امرأةً نَسيت بَراءةِ الطُّفولَةِ أَن تغادرَ مقلتيها ، أَرَاهَا بلمعانِ عينيكِ ، أَسْمَعُهَا بعذوبةِ صوتكِ وَقَهْقَهَة ضَحِكاتكِ كَأَنَّهَا الحانِ ، المحها بِفِكْرِي بمصطلحاتٍ وتساؤلاتٍ تَتَطَايَر مِنْ بَقَايَا حديثٍ دارَ مَا بَيْنِي وبينكِ مِن أزمانِ ، أَسْمَعُهَا قَلَقٌ وتَساؤلاتٌ لَا تُوجَدُ إلَّا بِعَالِم الطَّيِّبَة والاحلامِ . يَا شمعةً تُنِير بضؤِها السَّاحِر طَرِيق اطفالٍ تشابهُ بِجَمَالِهَا مَلَائِكَة النُّورِ فِي عالمٍ الظلامِ . عالمٌ جُبِلَ بِتُرَبَةِ الْقَسْوَة وبُنيَ بأيّدِ الْمَجْهُول . . . . انتِ وَجْه الْحَبّ الطَّاهِر ، وَرَمَز الإغراءِ وَالخَطِيئَة فِي آنٍ وَاحِد ، أَنْتِ مَصْدَرُ فَرَحِي وَسَبَب أحْزَانِي . . . . تشبهينَ نسماتُ الصَّبَّاحِ النَّاعِمَة تنعشينَ رُوحِي ، تداعبينَ مشاعري ، حِينَمَا أجدُ نَفْسِي عاجزاً عَن لمسكِ وضمكِ إلَى صَدْرِي لأستنشق رَائِحَةَ عطركِ السَّاحِر واضيعُ كطفلٍ بينَ تفاصيلَ جَسَدِك الْآسْر . . . انتِ اللاشيء وانتِ كُلِّ شَيْءٍ . أطمأنّي يَا صغيرتي وَلَا تقلقي ، فَمِن شدّةِ حِبِّي لكِ قَد اتواطئُ معكِ عَلَى اغتيالِ ذَاتِي وأخونها خلالَ نزهةٍ عَلَى ضفافِ نهرِ الصِّدْقُ وَالْوَفَاءِ قَد نطعنُ نَفْسِي سويَّةً بخنجركِ المرصَّع بِأَحْجَارِ الْخَوْف وَالْقَلَق لَتَسِيلَ دِمَائِهَا فِي جَدَاوِل التَّضْحِيَة وَالطُّمَأْنِينَة وَتُصَب فِي بِحَار الْآلِهَة . . . آلهةالحب الْحَقِيقِيّ … .أيا إله الحب ها قد تعاقبت الفصول واكتملت المشاهد كما ترأت لي وكتبتها من وحيك والهامك ، فقد تحققت مشيئتك وقدمتُ قلبي قرباناً على مذبحِ الحب. اتوسلُ اليك ان تدعني آخذ ما تبقّى من قلبي المطعون إلى احضانِ اميرتي فهي تداوي روحي وتبلس جراحي