ما زالا وعيِّ وإدراكي عاجزان أمامَ جنوني ،جنوني بكِ يا سيّدتي ،فقد أدمنت حبكِ وعشقتُ عطركِ ولون عيناكِ، ولكن للحق والأمانة فقدحَذَرَتني مِن الأدمانِ وَكَأَنَّهَا خمرٌ معتقٌ فِي أوانِ ،واستهجنت حبي واستضعفت قلبي .
حذرتني من الغرق في أسرار بحارها وكأنني مَا زلتُ فِي الحبِ غراً لَا أفقهُ الغوصَ وَلَا أعرفُ الطيرانِ! ولكن إنْ كُنْت لَا أُحبُكِ ، لِمَاذَا تسكُنينَ فِي قَلْبِي وتملئين حَيَاتِي ؟ .
إنْ كُنْت لَا اشتاقُ اليكِ ، لِمَاذَا حِينَمَا نَلْتَقِي أضمكِ إلَى صَدْرِي وأقبلُ شفتيكِ ؟
إنْ كُنْت لَا أَهْتَمُّ لكِ ، لِمَاذَا أغارُ منَ النسماتِ لَو داعبتْ شعركِ ولمستْ خديكِ ؟.
حسناً ، أُحبكِ، وَلَكِنْ لَوْ عُدنا بالزمنِ للحظاتٍ قبلَ أَن القاكِ لِمَا تجرأت على لمسِ يداكِ وَلَا نظرتُ بعينيكِ ، لأنني انخطفتُ بحبكِ من عالم الواقع إلى عالم يشبهُ الجنون يتأرجح ما بين الجنة والنار، فأنا يا سيدتي تاءهٌ في بحر حبكِ عاجز عن السباحة والإبحار فأنا مجردُ مجنونٌ التقى بكِ انسحر بجمالكِ وانخطف بلونِ عيناكِ