أسجدُ لآلامكَ ولَن أَقِفَ مِنْ جَدِيدٍ إلَّا بِغُفْرَانِكَ ! فَأَنَا منسحقٌ بآثامي . . !
قَرَّرْتُ الْيَوْمَ أَنْ أقاطعَ الْكِتَابَة ، أَنْزَلَ عَنْ عرشِها المزيَّف الْمُفْتَرِض أخرج مِن قلاعِها الْمُحَصّنَة بآلافِ التَّعَابِير وَالْخَوَاطِر المعقدة ، سأهربُ عَلَى غفلةٍ من حَرَاسِ الأَبَجَدِيَّة المدجدجينَ بِحُرُوفٍ مَسْنُونَة كَحَدِّ السَّيْف… . سأرمي استقالتي مَنْ عَلَى اسوارها بمنجنيق الأستنكار أعتَزَلُ الْحَبّ أُخَاصِم العشقِ وَالْغَرَام وَأَحْرَقُ كتاباتي فِي صحراءِ الْتوبة حرفاً حرفَ . الْيَوْم سأَتعرَّى مِن براقعي الْمُزَيَّفَة وَاخْلَع رداءي الْمُطَرَّز بِالْحُجَجِ وَالْإِعذَار الْمُلَوَّنَة ، سأحمل خَطَايَاي عَلَى كَتِفَيْ فِي سَلالِ الطَّمَع الْحِقْد وَالْحَسَد فِي سَلّالٍ نُسِجَتْ مِنْ أَرْوَاحٍ وَنُفُوسٍ تَعَذِّبُت وتَغَذت عَلَى ملذاتٍ وخطايا صُنِعْت فِي مَطْبَخِ إبْلِيس بأيادِ الْبَشَر… . الْيَوْم ساطردُ رُوحِي الضعيفة المُدمِنة على حبِّ الحياة مِن جَسَدِي الزائل لتزحفَ خَلْفَ خطاكَ وتتمرغَ دَاخِلَ الْحُفَرِ الَّتِي تَرَكتهَا آثَارُ قدماكَ الطاهرتان علَّها تُطْهَرُ برمالِ الجلجلة . الْيَوْم ستهرعَ رُوحِي وتَسَتميتَ لِتَغْتَسِلَ بِقَطْرَةِ عِرْقٍ سَقَطَتْ مِنْ تلكَ الْقَطَرَاتِ الَّتِي تَنْسَاب مَنْ عَلَى جَبِينُكَ لِتَغسِلَ بِهَا عَارُ الْبَشَرِيَّة … . الْيَوْم لَن أَبْكِي وَلَن أَحْزَن لَن أَضْحَك وَلَن أَفْرَح وَكَيْفَ لِي أَنْ أَفْعَلَ وَقَدْ جَنَّدتُ رُوحِي الْمُجَنَّحَة لترافقك مَعَ مَلَائِكَة أَبَاك السَّمَاوِيّ فِي كُلِّ خُطْوَةٍ وَمَعَ كُلِّ نَفْسٍ أَن تواسيك مَعَ كُلِّ صَرْخَة أَلَم أَن تَكَفَّف دُمُوعِك ، تُضَمِدَ جراحك وَتَمْسَحَ الْغُبَارَ عَنْ مُقْلَتَيْك . في هذا الْيَوْم العظيم سأرتمي إمَامَكَ عَلَى طَرِيقِ الْخَلَاص عَلَنِي اِنْسَحَق تَحْت قَدَمَيْك العاريتينِ وتنصهر رُوحِي وتتجدد تَحْت ثَقُل صَليبكَ الْحَامِل خَطَايَا الْعَالِم أَجْمَعِين . . ارْحَمْنَا يَا اللَّهُ عَمَّا اقْتَرَفَت أَيْدِينَا . . . .