حينما كنتُ مختلياً بذاتي قلتُ بسرّيّ بأنني أكبرُ من أن تسعني القلوب الفارغة وأصعب من أن تفهمني العقول المتحجرة وإنَ ألسنة النميمة لن تستطيع أن تروضني وقد ارتقيت بنفسي إلى عالمٍ أبعد من أن تطالني سهامُ الغدرِ٠ فسمعني الصُمّ وتقدموا بشكوى ضدي عند قاضي القضايا المركَّبة في محكمة الباطل والتجنّي واتهمني البُكمُ بالتكبّر والجنون ورسموا لي العميان بعقولهم صوراً فيها من الكذب ألوانٌ وفنون ، ولأن بذور محبتي وبراعم صدقي لا ولن تنبتَ أبداً في صحرائكم القاحلة ولأن غيوم أمطاري تبخرت وتبددت من نار غيرتكم العمياء ولهيب حسدكم قبلَ أن تتساقط حبيباتها الباردة على جمر حقدكم فتزيل ألمكم وتنير عقولكم سأبتعد بهدوء وأغيب عنكم وكأنه غياب الشمس عند ساعة الغسق، لكن ربما سأعود لاحقاً لأتفقدكم وأطلُّ عليكم من خلف جبال براكين تشبهُ بويلاتها البراكين التي أحرقت صادوم وعامور وهي تحرق بالنار والكبريت أجسادكم العفنة وتطهّر بلهيبها نفوسكم المريضة الملوثة بالأثمِ والخطيئة.