بالأمسِ وبعد أن سمعتُ نقاشاً عقيم حولَ أمرين محظورين في السياسة ورواتب القطاع العام خارت قواي من شدّةِ الألمِ وغَفوتُ على أريكتي بعد أن نالَ مني التعب وإذ بأريكتي تتحول طوفاً تطفو بي على بحار الأحلامِ تتقاذفها خيبات الْأَمَلِ حَتَّى وَصَلَت بي إلَى أَحَدٍ الشطآنِ ،نزلتُ من على طوفي وتمشيتُ على الرمالِ الدافئة بحثاً عن برِّ الأمانِ ،كنتُ أتلفتُ خلفي بينَ الفينةِ والأخرى أتفقدُ آثارَ أقدامي خوفاً أن تضيعَ مني بقيتُ على هذه الحال حتى أرعبني صدى صوتٌ من جسمٍ قد سقطَ فجأة على مقربةٍ مني بيضاوي الشكل وكأنهُ خزَّانِ، بقيتُ متسمّراً بمكاني مذهولٌ لا أقوى على الحركة انتظرتُ حتى انقشعت الغبار وانجلت الرؤية تقدمتُ رويداً رويداً نحو ذلك الزائر الغريب الآتي من الفضاء حتى بانت ملامحه وتأكدتُ من ظنوني، جلستُ متظللاً بقربه بعد أن تأكدت بأنهُ خزانُ وقود رمته إحدى المركبات الفضائية بعد أن أوصلها إلى مقصدها وأصبح عِبئاً عليها. وما زلتُ حتى اللحظة لا أعلم إن كان ذلك الصوت الذي سمعته حينما قال لي لا تحزن يا صاحبي فإن مصيري متشابهٌ مع مصيرك هو حقيقة أم سراب !؟ لو توقفنا عند هذه النقطة لأصابنا الإحباط لكن نحن لسنا بخزان وقود كي يتم رمينا حينما نصلُ بأصحاب النفوذ إلى مقصدهم، لأن خزان الوقود لا يستطيع أن يدافع عن نفسه وليس له رأي إنما نحن أصحاب حق سنبقى متمسكين بالمركبة حتى النهاية إما أن نُحلق سويةً في سماء الرواتب المحقة أم سنسقط جميعاً إلى قعرِ الهاوية… القطاع العام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>