في البداية أتعبني وضقتُ به ذرعاً ، كان يخطفني يومياً من أحضانِ كرسيِّ الهزاز ملجأي وراحتي أو من أمامِ شاشة التلفاز لفتراتٍ زمنية غير معروفة إلى حيث يرغب دون مشورتي أو استأذاني أتعبني لا بل أرهقني. كنتُ مرغماً على مرافقته يومياً وبأنتظام حتى عرفته عن قرب وكنتُ في كُلِّ مرة أقتنعُ به أكثر وبتُّ أشعر بشيءٍ من الرضى حينما أعود لأختلي بنفسي وأُقيّمُ ذاتي ، أحببته حتى الأدمان بعد أن نظّمَ لي نبضات قلبي وتغلغل في شراييني وداوى عروقي. إنه صديق الطفولة الذي أضعته ما بين متطلبات الحياة العصرية وثورة التكنولوجية، أعادته إلى ذاكرتي ظروفي الصعبة ولبّا حاجاتي حينما ناديتهُ..جميعكم عرفتموه منذ خطوتوا خطوتكم الأولى وحثكم على النهوض في كُلِّ مرة كنتم تتعثرون بها باللاشيء . إنه المشي نعم إنه المشي خير رفيق وطبيب..!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>