الصلاة الحقيقة لا نستعطي بها من الخالق دوام النِعم الدنياوية كشحادٍ يستعطي الميسورين على قارعةِ الطريق ولا نسنعطفه لإطالة أعمارنا لنبقى إلى جانب من نُحب فالموت حقٌ وخلاص ولا نطلب منهُ الصفح والغفران عن خطايا اقترفناها بمعرفة أو عن غير معرفة بسبب ضعفنا وعدم درايتنا كبشر وبإرادته كونه من خلقنا على ما نحنُ عليه. الصلاة هي عصارة أعمالنا الخيّرة وتضحياتنا اللامتناهية في سبيل الغير والإيمان الأعمى بالمحبة والمسامحة حتى ننسحق تحت رُحىَ طواحين التوبةِ والتواضع. الصلاة هي نوع من التخاطب والتلاقي مع الخالق نستحقها حينما نرتقي بذواتنا فوق الأنانيةَ والمُكابرةْ ولكي أستحق لقياكَ يا خالقي سأهرب من ذاتي، أغسل وجهي بماءِ المسامحة وأمحو عنه ألوان الخطيئة، اليوم سأخلع عني رداء الأنانيةَ والمُكابرةْ ،أرتمي على ضفافِ أنهار طُهركَ اللامتناهية علّني أُطهر من آثامي وأتحررُ من ضعفي ، اليوم سأسرق العطر السماوي من أنفاسكَ يا مخلصي وإلهي وأتعطرُ به علّني أستحق أن ألقاكَ بذاتي وأستقبلك في قلبي فأموت بحبكَ لأحيا بكَ من جديد..