لماذا…!
في كلِّ مرةٍ أُقدّمُ لكِ عذراً أو تبريراً عن أمورٍ لم تحصل كما تتوقعين تسألين لماذا لأعود بدوري إلى تقديم تفسيرات جديدة ثم تسألين لماذا هكذا في دوامةٍ لا تنتهي. عذراً سيدتي ومعذرةً لو تأخرتُ عن انجازِ ما طلبتِ مني، فقد انشغلتُ بالأمسِ بأمورٍ عائلية وزياراتٍ اجتماعيّة، وبقيا قلبي وتفكيري منشغلان بكِ وليس بما طلبتي وقبل أن تسألي لماذا دعيني أضعُ تلك الكلمة على مشرحةِ الواقع ونغوص في أغوارها علّنا نكتشف حقيقتها.! لماذا ؟! كلمةٌ مؤلفة من خمسة حروفٍ يقفُ خلفها الفَ سؤآلٍ وسؤال كانتْ وما زالت مفتاحٌ لأبوابِ المعرفةِ وسببٌ لاكتشافاتٍ عظيمةٍ ومهمةٍ لأبناءِ البشر ، انتقلتْ بنا من عالم الجهلِ والتخلف إلى عالمٍ النورِ والمعرفة… لماذا : كلمةٌ تستحقُ أن ترتقي إلى مستوى الصفِ الأول لكلماتٍ ومعانٍ كان وما زالَ لها تأثيرٌ كبيرٌ على مسارِ حياتنا اليومية من حيثُ التطور والتقدم فمن بعدها تُفتحُ الأبواب، يُكشفُ المستور وتُفضَحُ الأسرارُ المخفية. لماذا : قد تسببُ لنا الاحراج في معظمِ الأحيان وربما الخجل… ، لماذا : قد تكشفُ لنا عن ذاتنا وطباعنا ومشاعرنا المتقلِّبة المعقدة والمتناقضة مع كل كلمةٍ او موقفٍ او سبب…(لماذا ، كيف ومتى) : المثلث السحري والركيزة الأساسية لمنصةٍ انطلقَ منها الأنسان إلى اقصاعِ الكون وغاصَ بأغوارِه ، اكتشفَ أسرارهِ وسخّرها لخدمةِ العلمِ والتطور… لماذا : هي سيفٌ ذوُ حدّين قد تضعنا داخلَ قفصِ الأتهامِ في حالِ طُرحتْ علينا وقد نكون في موقع المسؤولية او الإحراج لو طرحناها على الآخرين في ظروفٍ او عندَ اوقاتٍ معينة. فأين نحنُ من هذهِ المعادلة… ؟!
لماذا يُعادُ التصويت في كُلِ مرةٍ لمن خزلونا بتحقيق مطالبنا المحقّةْ؟
لماذا التحالف عندَ كل استحقاقٍ انتخابي ما بين الاخصام التقليديين في السياسة وعند ظروفٍ معينة ؟
لماذا لا نعطي ثقتنا ودعمنا لأشخاصٍ جُدد من الطبقةِ الشعبيةِ ترغبُ بالعملِ في مجالِ الشأنِ العام بكلِ محبةٍ وشفافية؟
لماذا علينا أن ندفعَ أصواتنا في صناديقِ الأقتراعِ ثمنٌ لخدماتٍ صحية او اجتماعيّة هي بالأساسِ حقٌ لنا؟
لماذ علينا ان نرضخَ للأنهيارِ الحاصل ونقدم استقالاتنا ونخسر مراكزنا بمؤسساتٍ صرفنا ما يكفي من سنواتِ اعمارنا لخدمتها؟
لماذا علينا أن نهاجر وندفع بِخِيرَةِ الشبابِ الى هجرةِ الوطن ؟
أسئلةٌ كثيرةٌ تستحقُ أن نتوقف عندها قبل اتخاذ قراراتنا المصيرية…أما بعد ما زال هنالك سؤال يشغلي بالي، هل ستسألين من جديد لماذا.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>