ألم تشعري بدفىءِ وصدقِ مشاعري حينما حضنتُكِ وضممتُكِ الى صدري قبلَ أن أنهارَ من هولِ الإتهامِ ؟ساجداً خانعاً عندَ قدميكِ أستغيثُ من شدّةِ الألمِ أنتظرُ صفحكِ وأطلبُ رضاكِ ! ألم تلاحظي كيفَ انهارت ذاتي أمامكِ تستعطفكِ وتطلب منكِ الصفحَ والغفران عن خطيئةٍ لم أرتكبها لا بعالم الواقع ولا حتى بخيالي ! ألم تشاهدي بريقَ دموعي كيفَ كادت أن تنفجرَ قهراً وظلماً لتتدفق منها شلالات الندم والأستغفار على خدودِ نهديكِ ؟ ألم تدركي أنَ نظراتَ الشكّ والعتاب نزلت على عريِّ جسدي من أقواسِ عينيكِ كسياطِ جلّادٍ أعمى هشمت حيائي وأدمت فؤادي ؟ أما أنتِ فقد تربعتي على عرشكِ المرصَّع تسمعين صراخي وتستمتعين بآهاتي تراقبين من عُلياكِ ذلك المشهدُ الأليم كيف انتحرت ذاتي وسالت دماؤها على مذبحِ حبكِ إكراماً لعينيكِ .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>