لَيْتَنِي أَسْتَطِيعُ أَنْ انْزِع ضَمِيرَي مِنْ عَقْلِيٍّ ، وأقتلعهُ مِن جذُورِ وِجْدَانِيٌّ وأعتقُ مَبادِئِي مِن إغْلَالِ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ ، حبذا لو أَبِيعُهُ أَو اسْتَبْدَلَهُ بِضَمِيرِ أَحَد المرابين الْمُنَافِقِين الَّذِينَ بَاعُوا قُلُوبهمْ فِي مزاداتٍ عَلَنِيَّة باسواقِ النَّحَّاسِين وتاجروا بمشاعر الْبَشَر ، استعرضوا بِهَا عَلَى بَسْطاتِ النزوات وَالشَّهَوَات الرخيصة ، باعوها كعلاجٍ لِأَصْحَابِ النُّفُوس الْمَرِيضَة فِي هياكلِ الشَّهَوَاتِ الزَّائِلَة ، تَخَيَّل لَو اسْتَطَعْتُ أَنْ أَقُومَ بذَلِكَ كُنْتُ سأُبقيِ عَلَى قَلْبِي الْكَبِير وأُحافظ على ينابيعهِ الصَّافِيَة الَّتِي تَصِبُّ فِي بِحَارِ عَوَاطِفِي الّلامتناهية ،اتاجر بها وَأَصْبِحُ كبيرُ تُجَّارِ الْحُبّ فِي ارجاءِ الْمَعْمُورَة أَبِيعُ مَا يَحْلُو لِي مِنْ مَشَاعِر وَأَقْرَض من اراد ان يستقرض انواع المشاعر والعواطف مِن خَوَابِي حِبِّي الطَّاهِرَة ثم استرجعهم اضعافاً مَعَ الْقِيمَةِ الْمُضَافَة مِنْ نَسَبٍ الْأَرْبَاح . . . كُنْت سأشفى مِن آلامٍ وَارْتَاح مِن عذابٍ لخطايا وآثامٍ مكدسةٍ فِي مُسْتَوْدَعَاتٍ سريّة امْتَلَأَت وَفَاضَت بِهَا… كُنْتُ سأوضبها باكياسِ النَّدَم واربطها بِخُيُوط استلت مِنْ قُلُوبٍ تَحَطَّمَت عَلَى شطآن الْخِيَانَة ، واوزعها بِالتَّسَاوِي عَلَى بَنِي الْبَشَر تُرمى مِن سَمَوَات الْعَدَمَ بأحضانِ النفوس النائمة وتتساقطُ عن أَجْنِحَةٌ الْأَرْوَاح التَّائِهَة بِفَضَاء الْأَكْوَان . فِي تلكَ اللَّحْظَة وَحِينَمَا تَتَسَاوَى الْبَشَرِيَّة بأخطائها كَخطِّ الأفقِ إمَام الْخَالِق سأَتقصدُ أَن اتفوق عَلَيْهِم بِخَطِيئَة وَاحِدَة . . ! واحدة فقط، سأخون العفة واكسر النذور، انزل من صومعة الناسك وأتمرد على ذاتي اخلع عني رداء التنسك واسجد امامكِ واعبد عيناكِ ، ساغازلكِ واغريكِ حَتَّى الثُّمالَةَ سأكبّلُ يَدَايَ بأغلالِ الْقَدْر وَأَطْلَق الْعِنَان لشفتين ملتهبين أَحْرَقُ بِهَا جَسَدِك العاري. ذَاك الْجَسَد الْأَسْر الَّذِي يَخْتَصر بملامحهِ وتضاريسهِ شَهَوَات واغراءات الْعَالِم مجتمعةً . .