جنونٌ أم تَمَرد.؟
سأتوقفُ عن الكتابةِ عندَ آخرِ حرفٍ من هذهِ الصفحة ، سأُخالفُ القواعدَ وأعتقُ الحروف ، سأخنقُ الخواطرَ في مهدِها، سأكسرُ الأقلامَ ،أَمْحُو الكلماتِ وأمزقُ الدفاترَ الملوَّنةْ… عندَ آخرَ نقطةٍ من هذهِ الصفحةِ سأَدوسُ على قلبي وأغتالُ مشاعري ، أرميها من على جرفٍ في نهرِ الامازونْ ، سأكفرُ بالحُبِ واعتنقُ الحقدَ والنَميمةَ ، سأنبشُ أعشاشَ الطيورِ وأُشرِّدُ فِراخها ،سوفَ اخونُ الصدقَ والشهامةَ وامتهنُ اللؤمَ والانانيةّ ، سأَحتَرفُ الكُفرَ والشعوذة واعودُ بقِطارِ الزمانِ إلى سنينٍ مَضتْ لأقتحمَ حفلَ الزفافِ وأمنعُ الارتباطَ ما بينَ من أصبحتْ أُمَكِ ومن صارَ أباكِ ،سأَقتلعُ عينايَ وأستبدلهما بعينّي رجلٍ من بلادِ المغول حتى لا أتعرَّف عليكِ عندما المحُ شعرَكِ وتناديني عيناكِ ، سأُغيّرُ ملامحَ وَجهي وأَمْحُو أسمي بأدواتٍ حادّة ،سأخطفُ القَدَرَ وأجعلهُ رَهينَتي ، سأحتَجِزهُ في الأقبيةِ المظلمة ربما أُقيّدهُ على شجرةٍ من اشجارِ السنديانِ العتيقة سأُعذبهُ وأحرقُ اصابعهُ بنارِ قلبي . سأنقلُ إليه عدوَى حُبكِ سَيَتعَرَّفُ على عينيكِ سيسمعُ عذوبةَ صوتكِ سأُرِيهُ سِحرَكِ وفنونَ حَرَكاتك ، سأُذيقُهُ من كأسي عقاباً على ما اقترفهُ ، لن أُسامحهُ ولن أُصدّقهُ مهما قدَّمَ لي من حجج وأعذار فما عدتُ اثقُ لا بحبكِ ولا بالقدر فكلاهما كاذبٌ وغدّار.