حينما أصدرتي حكمكِ يا سيدتي ،غرقت ذاتي في بحرِ الدهشة وأخذتني رياح العجب الى ساحات الصراع حيثُ تمزقت مشاعري بمخالب احكامكِ الجائرة وتطايرت الى سماوات الأمان تختبئ بقطن السحاب الأبيض هرباً من سهام غدركِ وطعنات افترآتكِ الظالمة ،إغتسلت بمياه الغفران والمسامحة لعلّها تبرأ من جراحها وتُشفى من آلامها …لا ولن أقف في قفص الاتهام لأدافع عن نفسى وأدَّعي البرأة ولن أعترف بذنبٍ ما ارتكبته إلا بخيالكِ ، سأحرمكِ من لذةِ الانتقام وأترككِ في بحر الحيرة تتقاذفكِ أمواج الشكِّ لترسوا بكِ على شطآن أوهامك تستظلين بأشجار القلق تحت أغصان نبتت براعمها على ألفِ سؤالٍ وسؤال، تبداءُ معكِ كلما غفت عيناكِ بسؤالٍ بسيط ثم يتبعه آخر إلى ما لا نهاية : من أنتِ ؟ ما اسمكِ ؟ كم عمركِ ؟ تُجيبينَ مرغمةً مع كل سؤال حتى تفرغين من الأجوبة فيصيبكِ الأرق ويتملكُ بكِ الجنون ،تسألين نفسك وتتساءلين لعلك تحصلين على أجوبةٍ تعيدين بها التوازن إلى عقلك وإدراكك : أين نحنُ من العدلِ والعدالة لو ارتفعنا بأنفسنا على أجنحة الشك وعلى غفلةٍ من الحقيقة إلى ما فوق المنطق وتربعنا على عرش الحَكَمِ والحاكم ، اختصرنا دور المتهم والشاهد بأنفسنا وحجبنا آرائهم خلف ضباب اللامبالاة ،حللنا واستنتجنا وأصدرنا أحكاماً مبرمة بحقهم غير قابلة للأستئناف ؟ ثم تنظري فلا تسمعين سوى صدى صوتكِ يتردد في اعماق المجهول