لا، ولم ولن تتوقعي ما قد يصدر عني من أحكامٍ او قرارات ناتجة عن سؤ ظنّي ، فلم تكن يوماً قراراتي ردّاتُ فعلٍ او ظلم او تجنّي، فأنا حريصٌ جداً ومتمسكٌ بكِ كي لا تضيعي مني، وأعرفُ تمام المعرفة بأنكِ تحاولين جاهدةً أن تُشفي من آلامك وأن تتخلصي مني. لن أقول لكِ وداعاً، ولن أقول إلى اللقاءِ سأبقى هاهنا بحكُمِ القدر ، سأتمشى على حدود عالمكِ المجنون أدّعي اللامبالاة وأتقصدُ عدم الأهتمام بأمركِ ، سأترقَّبُ مشاعركِ الرقيقةَ المتقلبة ما بين الحب والصداقة ،التسامح والغضب ، الواقع والجنون. سأراقبُ مزاجيتك تحلق على قهقهةٍ ضحكاتك إلى قمّمِ السعادة والفرح عند سماع صوتي ثم تعود لتسقط سقوطها المدوّي إلى اعماقِ الخيبة والألم ما أن تلمح من عُلياها خيال الحقيقة والواقع بالقرب مني .. في تلك اللحظة وعلى غفلةٍ من الزمن سأخطفك من بين احضان القدر أُحلّقُ بكِ على اجنحة مشاعري اللامتناهية فوقَ آلام البشر إلى عالم ارقى من احلامهم وأصدق من مشاعرهم ،سأصلُ بكِ إلى عالمي حيث تختبىء روحي وذواتي الأثنين بمأمنٍ عن عيون البشر ، هنالك في اعماقِ سر الخلق في رحم اللاوجود ستخلع عنك الملائكة ثوبكِ الملطّخ بآثامِ البشر وتغسل عنكِ بعطرها السماوي رائحة انفاس من التقوكِ في حفلاتٍ تنكرية. عندها ستسقط عن وجهكِ البراقع السبع لأنك لن تحتاجي اليها هنا في عالمي، سأقبّلُ وجهكِ الملائكي بشفاهٍ بريئة طاهرة وتشعرين بحبٍ أقربُ بطعمه إلى حب الآلهة منه إلى طعمِ حب البشر