Skip to content
أَرَى الخالقُ الْقَدِير يغطُّ فِي نومٍ عميقٍ عَلَى قطنِ السَّحَاب الْأَبْيَض السابح فِي سَمَاوَاتِه اللامتناهية ، وَأَرَى ايضاً أَرْوَاح الْبَشَر تَولد مِنْ انفاسهِ مَع كلِّ زَفِير وتتطاير كفراشات الرَّبِيع الْمُلَوَّنَة فِي مُرَوِّج الْحَيَاةِ الْفَانِيَةِ ، وَأَرَى نَفْسِي مندهشاً ومنبهراً كَيْف أَنَّهَا تَعُودُ مَعَ كُلِّ شهيقٍ إلَى اعماقِ خَالِقُهَا حاملةً ومَحْمَلُة مِن عذابِ وخطايا الدُّنْيَا لِتَغْتَسِل وتُطهر مِن آلامها وآثامها . أَمَّا أَنَا فَقَدْ وُلِدت رُوحِي مَا بينَ شَهِيق الْخَالِق وَزَفِيره وَأَصْبَحَت مُنْقَسِمَةٌ عَلَى ذَاتِهَا فِي صراعٍ ابديٍّ مَا بَيْنَ ذَوَاتِهَا الِاثْنَيْن تتصارع عَلَى الْغَلَبَة مَا بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ . الْحَبّ وَالْكَرَاهِيَة . الْقُوَّةِ وَالضَّعْفِ . الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ ، وَأَصْبَحَت مَسْجُونَة فِي نواةِ الْحَيَاة وسرَّها وَمَا بينَ الشَّيْءِ وَنَقِيضِهِ ، فَإِن سِرُّ الْحَيَاةِ وَاسْتِمْرَارِهَا يكمنان فِي التَّنَاقُضِ والأضداد فلولاهما لانطفأت شُعْلَةٌ الْحَيَاة وَتَلَاشَى نُورَهَا كَمَا يَتَلَاشَى نُورِ الشَّمْسِ عِنْدَ سَاعَة الْغَسَق . وَلِأَنّ لكلِ خَطِيئَة عِقَاب ولأنني مُقْتَنِع بِأَن الْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ لَيْسَ بريءً مِن جريمةِ قتلهِ كَمَا الْجَانِي وَأَرَى كِلاهُمَا مُذْنِبِين وَلَو بنسبٍ مُتَفَاوِتَةٌ ولأنني منقسمٌ عَلَى ذَاتِيٌّ الْمُتَأَلِّمَة وَالضَّائِعَة مَا بَيْنَ مِلَاك النُّور وَإِبْلِيس الظَّلَام ، وَقَبْلَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ الْخَالِق مِن ثَبَاتِه الْعَمِيق ويمنعني عَنْ شُرْبِ كَأْس الِانْتِقَام واسكر مِن خَمَّرْته ، تِلْكَ الْخَمْرَةُ الْأَطْيَب والالذ عَلَى قَلْبِ الْبَشَر وَكَأَنَّهَا الدَّوَاء والبلسم لقلوبٍ طُعنة مِنْ سَاكِنِيهَا سأعاقبُ نَفْسِي وأعاقبكِ عَلَى مَااقْتَرَفَت أَيْدِينَا
ساخاطبكِ ! نعم ولكن لن اخاطبكِ باي لقبٍ من الالقابِ التي أُخاطبُ بها نساء العالم ولن أكتب لك بأسلوبي لان قلمي رفض أن ينصاع لأصابعي ولأن خواطوي تمردت علي حينما لمحت خيالك من نافذة الحقيقة الساطعة . لا ولن أسمح لكِ أن تمرٌي على حدود خيالي للحظة واحدة ، عبثاً تحاولين الدُّخُول مِنْ جَدِيدٍ إلَى حدائقي المخمليّة مِنْ أَبْوَابِهَا الْوَاسِعَة فَإِن حَرَاس الْمَشَاعِر وخبراء الخِداع سيكونون لك بالمرصاد وسيمنعونك حتماً ، وَلَا تُحَاوِلَي أَن تتسلقي فَوْق اسوارها لأنَّ أَشْوَاك الرَّفْض ونبتات الاِسْتِشْعَار بِالْكَذِب ستهشم جَسَدِك الْعَارِي وتفضح حقيقكِ بَعْدَ أَنْ تُمزقَ عنكِ ثوبَ الْبَرَاءَة المزيَّف ، لَسْتِ أهلاً بِأَن تَدْخُلِي إلَى عَالَمَي مِنْ إحْدَى أَبْوَابِه السَّبْع حَتَّى مِنْ بَابِ المعرفةِ السطحيّة بَعْدَ أَنْ تَدَاخَلَت هالتك بهالاتِ مَنْ هُمْ بِعَالِمِ النَّمِيمَة والاسغتلال وتبدلتي وتحولتي مِن ملاكٍ يَنْشُد تَرَانِيم سَمَاوِيَّة إلَى خادمٍ أَعْمَى يُغَذِّي فِراخَ إبْلِيس بأطباقٍ مِنْ الْحَلْوَى فقد تعمدتي وتثبتّي في عالمهم واصبحتِ فردا من شلتهم بعدَ أَن ارتميتي بين احضانهم وتلوَّثت ذراتكِ بعناقٍ لَا اعْتَبَرَه بريئاً ابداً فَمَا زَالَ عَقْد الْخَطِيئَة يتدلّىَ حَوْل عنقكِ حَتَّى اللَّحْظَة مشغَولٌ عَلَى أَيْدِي أَمْهَر الْمُنَافِقِين وَالْكَذَّابِين ، 
.
Post Views: 706