قَتَلْتَنِي حبيبتي بسهامِ التَّضْحِيَة ونكران الذَّات بَعْدَ أَنْ نَذَرْت نَفْسِهَا لِآلَهة الْحَبّ واحتَبَسَت فِي اديرةِ العفَّةِ وَالطَّهَارَة ، فتقمَّصت رُوحِي بجسدِ عصفورٍ جَمِيل بَعْدَ أن متُّ قهراً ودُفِنَتْ جثتي فِي ترابِ نَاصِعٌ الْبَيَاض تَعْبَق مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ فِي إحْدَى حَدَائِق الْجَنَّة المعروف بِاسْم نُكْرَان الذَّات تَحْت ظلالِ اشجارٍ شَامِخَة تتباهَ بثمارِ الْمَحَبَّة وَالْوَفَاء الَّتِي َ تتدلَّى مِن اغصانِها َوتنشر بطيب عطرها رَسَائِل الْمَحَبَّةِ فِي ارجاءِ دُنْيَا الْبَشَر الَّتِي تَتَشَابَك بحدائقها أَغْصَان الْغَيْرَة والأنانية فتتفتق مِنْهَا بَراعِم غَرِيبَةٌ بِأَلْوان الْآثَام وَالخَطِيئَة… تَحَرَّرَت رُوحِي مِنْ خَطَايَا الْبَشَر والتجاتْ إلَى قلبِ ذَلِك الْعُصْفُور ا فَتَحَوَّل ملاكاً أَبْيَض بِجَنَاحَيْن جميلين ، نَعَمْ أَنَّهُ الْعُصْفُور الَّذِي كَانَ يَتَرَدَّدُ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنَ ذلكَ الكوخ الْقَدِيم وَيُشْهِدُ عَلَى اِنْدِماج جسدين بروحٍ وَاحِدَةٍ حَيْثُ كُنَّا نَلْتَقِي نطفيء بعناقنا وبقبولاتنا شَوْقٌ قَلْبَيْن ملتهبين بِنَار الحبِ والعشقِ الَّذِي نَبَتت بذوره وروداً حَمْرَاء إلَى العلنِ وَتَشَابَكَت جُذُورِه بالخفاءِ تَحْت رمادِ الغيرةِ وَالْقَلَق ، حِينِهَا كُنا لِا نْزَال فِي سنِّ الْمُرَاهِقَة نتفلّتُ رويداً رويداً مِنْ شَجَرَةٍ الْبُرْأَة وننجرف فِي تيارات الْغَرِيزَة وَالْإِغْرَاء كَمَا تتفلت أَوْرَاقِ الشَّجَرِ مِنْ أَغْصَانِهَا فِي نِهَايَةِ فَصْلُ الخَريفِ وتنجرف إلَى مَصِيرُهَا بتيارات السواقِ وَالْأَنْهَار . . . أَنَّهُ الْقَدْرُ .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>