لو أردّتُ أن أكتبَ بالأمسِ عنكِ وعني لقلتُ (نحنُ) أما اليوم سأقول انتِ وأنا…! حينَ دخلنَ ملائكة الحب إلى قلبي ونادينَ بأسمكِ لم يسمعنَ سوى صدى أصواتهنَّ تترددُ في فراغِ مشاعري اللامتناهية. فأين نحنُ اليوم من عالمِ الحب يا سيّدتي ،وأينَ هو منا..؟ وهل لعالم الحب وجود أم انه مجرد أوهام..! أتكون قد رست مراكب حبنا على شواطئ جزر الأوهام وعشنا أنتِ وأنا في عالم الكذب والأحلام ؟ ،قد نكون مجرد مجنونين أحمقين اختلطت علينا مشاعرنا وانجرفنا معها إلى ما نصبوا اليه ونحلم به علَّنا نستطيع أن نستعيد ما خسرناه بالماضي من ذاكرة الزمن وإصلاح قلوب قد تحطمت او نبلسم جراح قد تفتقت..! حتماً أنتِ وأنا يا سيدتي من عالمين مختلفين، قد نتشابه في صفاتٍ معينة ونختلف بأخرى. ظننتُ لفترةٍ بأنكِ من عالمي عالم التمرد والعصيان عالم الجنون . لمستكِ، عانقتكِ وسكرتُ من رائحةِ عطركِ بعد أن استنشقته من حدائق جنَّاتكِ وعن سهولِ وهضابِ جسدكِ الآسر… خُيِّلَ إلي لبرهةٍ بانكِ تنحدرين من عائلة الحوريات وتنتمين إلى عالم الجنِّ حيث لذاتي الثانية من الحورياتِ وملكاتِ الجنِّ ما يكفي لاسترضائها في الاوقات الحرجة وبلسمت جراحها من طعنان الغدر والنسيان … ها انتِ اليوم يا سيدتي تعودين من عالمي الخاص إلى ارضِ الواقع عالمكِ انتِ، تخلعينَ عنكِ ثوبَ الحورية البرَّاق وتستبدلينه بعبأة الخضوع والاستلام تقصّينَ ضفائر جدائلها الذهبية بمقص المزاجية وتسرِّحينَ ما تبقَّى من شعركِ بمشط الحيرة ، اراكِ تغتسلينَ من عطرها الآسر بمياه بئرٍ قد تعكَّرَ صفوها بتربة الشكِّ. لماذا تبدلين لونَ عينيكِ بألوانٍ تشبهُ بألوانها عيون البشر.. ؟ اتراكِ قد تعبتي مني ومن لَعِبِ دورَ الحورية ونالَ منكِ الضجر..؟ افهمكِ واعرفُ تمام المعرفة سبب تعبكِ من عالمي الخاص من حبّي ، عشقي وجنوني ، فأنتِ يا سيّدتي لستِ بحوريةٍ ، أنتِ بتأكيد من بني البشر…!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>