منذُ صغرنا تنطبعُ بمخيلتنا صوراً وتترسخُ بأفكارنا معتقداتاً قد تكون خاطئة عن ملاكنا الحارس فلكُلٍّ منا ملاكاً يحرسه ، أما أنا لي مع ملاكي قصةً مختلفة . حينما التقيتُ به للمرة الأولى حسبتهُ شخصاً تقليدياً بدا لطيف ، حَسنُ المظهر يهوى العلاقات الإجتماعية وحسبتُ نفسي رقماً إضافياً في رصيده الغني بأشخاصٍ وفعاليات كان قد عرفهم من قبل أن يعرفني برعوا في مجال خدمة الشأن العام وما أكثرهم ، فقد خدعني بحسنِ استقباله ،ببسمته العريضة ومظهره الأنيق وأخفى عني حقيقة أمره خلف ضباب المظاهر البشرية البسيطة ، رافقني على دروب الحياة لسنواتٍ طويلة ،تشاركنا وعائلاتنا في مناسبات سعيدة وعديدة ، كان لي خيرُ رفيق وصديق .أغرقني أكثر وأكثر في بحرِ إهتمامه ومحبته ،تضحياته وخدماته اللامتناهية حتى تغيَّرَ مجرى حياتي إلى الأفضل ورست سفني المثقلة بأنواعِ الهموم ومتطلبات الحياة على برِّ الأمانِ والطمأنينة ، أوهمني بأنه مجرد أخٍ وصديق وانسحق تحتَ رحى طواحين الطيبة والتواضع إلى أن شاءَ القدر أن يفضح أمره ويكشف سرّهُ يُسقطُ عن وجههُ قناعَ الإنسان ويخلعُ عنهُ رداء البشر ، فقد حضرَ أمامي وعلى غفلةٍ من ذاتهِ في صبيحةِ يومٍ من أيامي الصعبة على شكلِ ملاك وقد غفلَ عنه أن يتقمصَ بشخصية البشر حيث كنتُ على وشك الخضوع لعمليةٍ جراحية،كان على علمٍ ودِراية عن وضعي الصحي وحالتي الحرجة أكثر مما كنتُ أعرفُ عن ذاتي حينها، أطلَّ علي بطلته البهيه ،خاطبني متمنياً لي صباحاً جميلاً وأخبرني إنه سيبقى معي في كُلِّ ظروفي ويرافقني في رحلتي حتى النهاية،أزاح عن صدري كابوس الخوف والقلق وزرع في قلبي زهور الفرح والطمأنينة. إنه هو صديقي وملاكي الحارس

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>