هكذا أجابته بعد أن أحرجها بسؤالٍ عاطفي : أرجوكَ أن تفهمني لقد أحببتكَ بالفعل ولا أريد أن أخسركَ ولكن ضميري لا يسمحُ لي أن أتواجد معك في ظروفي ولا يسعني إلا أن أرضخ بما يمليه علي ضميري وكأنه صوت الله الحق… تنهدَ من ألمِ شوقٍ يحرقُ قلبه ثم قال : حبيبة قلبي وبلسم روحي لو كان ضمير البشر واحد لا يتغير مثل الإله الحق لكانت شعوب الأرض استغنت عن الأديان والكتب السماوية والقوانين المدنية التي تنطم حياة المجتمعات وعملت بما يملي عليها ضميرها كونه واحد لا يتغير ،وأنقلب عالمنا من دنيا الشقاء إلى فسحاتٍ من الجنة ، إنما في الواقع فإن ضمائر البشر تختلف عن بعضها البعض كلٌ حسب البيئة ، المجتمع والدين او المعتقد . هو حجرٌ منحوت على أيدي مجتمعات مختلفة بالقياس, الشكل والمعنى بما يتناسب مع مصالح الزعيم ورجل الدين… فمن قال لكِ يا سيدتي ان تحتجزي مشاعركِ المقدسة في أقبية الجهلِ والتخلف ، فلا يستطيع الإنسان َمهما عظمَ شأنه ان يسجن بقوانينهِ ما خلقهُ الله حراً، قد يستطيع الإنسان أن يهب نفسه لشخصٍ آخر بموجب عقد لمدى الحياة ولكنه لا يستطيع أن بضمن له مشاعره او يحبسها داخل صدره فقد تتمرد على ذاتها في غفلةٍ منا وتتفلت من بين ضلوعه تحت ظروف معينة كما تفلتت حرة من بين أصابع الخالق القدير لحظة ولادتها بمشيئته ورضاه