بالأمسِ ، دارَ حديثٌ ما بيني وبينَ إحدى السيدات اللواتي يتمتعنَ بحسٍ مُرهفْ وذَوقٍ رفيعْ باستشعارِ واستنباضِ ما يُكتب بين السطورِ من خواطرِ ورسائل مشفرة. ضِفْ إلى انها تتمتع بما يكفي من السحرِ والجمال لأغراءِ ناسكٍ متعبِدِ… تسامرنا وتناقشنا بأمورٍ عديدة حتى انجرفنا بتيارِ الحديثِ المحظور وبتنا نطفو على مشاعرٍ تتأرجحُ ما بين الحبِ والإعجاب يَكبحُها بين الحينِ والآخر صوتُ حراس الهيكل…. حراسٌ يُحذروننا من المَسِّ بلوحةِ الفسيفساءِ المقدسةْ ،تلكَ اللوحةِ التي تشكلت عبرَ الزمن من اجزاءِ قلوبٍ تحطمتْ وتمردتْ على قوانينِ المجتمعاتِ الظالمة وكَسَرتْ قيود الأستعباد وحررتْ المشاعرَ المسجونة من أقبيةِ الجهلِ التخَلّف… كانتِ العواطفُ الجياشة وأباليسُ الأغراءِ قد بنتْ جدراناً ما بيننا وبين الواقعِ والحقيقة ، وصمَّتْ آذاننا بقطنِ الأحلامِ الزائفةِ والمتعةِ الزائلة وحالت دونَ سماعِ أصواتِ الحراسِ وتحذيراتهم… وضعنا جُسمان الحب على مشرحةِ المعرفة بعد أن تخدرَ من وقعِ الكلامِ المعسول وهمساتٍ بُثَتْ على موجاتٍ متدنية لا يسمَعَها سوى العاشقُ الولهان….باشرنا باكتشاف اسرارِ الحب بمبضعِ الحشرية وعلى ضوءِ التمردِ وغُصنا بأغوارِ الممنوعِ والمحظورِ حتى وصلنا إلى بذورٍ سحريةٍ لا نستطيع أن نراها بالعين المجردة، مزروعةٌ في قلوبِ البشرِ منذُ الأزل، محجوبةٌ تحتَ ضبابِ متطلبات الحياةِ العصريّة لا تنمو براعمها إلا حينها تلتقي بمن يُسمعها انغامِ المشاعرِ الصادقة ولا ترتوي وتكبر إلا بدموعِ التضحية والعطاء.
…. انها بذورُ الحُب..!!