تمرُّ بنا الحياةُ وتلفحنا على أرواحنا العارية بكلِّ أنواع التجارب والمحن ، تَمُرُّ علينا كنسمات الصيف الحارّة تزرع في نفوسنا بذور الإختبار تحت شمس ذواتنا الحرّة ، من يسقط منها في النفوس الطاهرة يرتوي من نبع الإيمان فتتفتح براعمها بأزهار الصدقِ والمحبة وترتفع بنا إلى ما فوق دنيا الفناء، ومنها ما قد يسقط في صحراء النفوس الضعيفة فتسقط وأصحابها على هامش الحياة كأوراق الحور في فصل الخريف يتقوقعون على أنفسهم ويحتمون ببعضهم في كوادر من مشاعر الفرح المزيفة متوهمين بالنجاح غافلين بأنهم في محطة أنتظار مؤقتة قد تحملهم رياح الموت في أيّة لحظة إلى عالم الغيب والفناء