لطالما آمنتُ بأنَ سرّ استمرارية الوجود يكمن في الصراع الدائم ما بين الشيء ونقيضه حيث تكونت نواة الطاقة واصبحت المحور فلولاهما لانطفأة شعلة الحياة وتلاشى نورها كما يتلاشى نور الشمس عند ساعة الغسق،ولو تعمقنا بأبحاثٍ علميّة حول وجهة نظري لتأكدنا من صوابيتها بدأً بكيفية دوران الأرض حول نفسها صولاً إلى خَلقِ الله لمخلوقات الأرض فلكلٍّ وجود نقيض. ولو عُدنا إلى الكتب السماوية ففي معظمها تتشابه بكيفية شرحها الخلق وبداية الوجود، عندما خاطب الله الإنسان قال: يا أيها الناس إنٌّا خلقناكم من ذكرٍ وأُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل تتعارف حيث تحول البشر وانقسموا على أنفسهم ظالم ومظلوم، مؤمن وكافر، رابح وخاسر إلى ما لا نهاية حتى انقسمنا بالعرق واللون واختلفنا على مفهوم معنى كلمة الله فلكلٍ منا إله يخدم مصالحه ويحمي معتقداته. أتسأل أحياناً وأسألُ نفسي ماذا لو لم تتصارع الشعوب في ما بينها على أرضِ الإله الواحد منذُ الأزل أكانت الأرض ستتحول إلى جنَّةٍ مزيفة أم إنها كانت ستذبل وتزول في غياب الحافز والنقيض؟! حتماً أنا لا أملك الإجابة على هكذا سؤال لكنني أعتقد بأننا لو لم نكن اليوم بموقع المظلوم لكنّا بموقع الظالم، بالطبع أنا لا أُبرر ولا أُوافق على أعمال الشر الذي يقوم بها الإنسان ضد أخيه الإنسان إنما أجدُ من وجهة نظري إننا لسنا سوى أحد النقيضين نتصارع ونزول وكأننا وقود نحترق في سبيل استمرارية الحياة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>