حينما سَجَدتْ على قدميه تستجدي منهُ الصفح والغفران كانت خصلات شعرها الأشعث تنسدلُ على وجهها وكأنها ستائرٌ مخملية نختبيءُ خلفها نحن البشر من وجهِ الخالق عراتٌ حاملين أرواحنا الطاهرة على أكفِّ ذواتنا الضعيفة أمام وجه الخطيئة .!.أنتشلها بيدها من مستنقعات المجتمعاتِ الظالمة، أخذها بين ذراعيه، ضمّها إلى صدره برفقٍ وحنان ثم همسَ لها بكلماتٍ أُلوهية لا تشبهُ بمعانيها لُغَةُ البشر ،كلماتٍ يذوب لها القلبُ من شدّةِ حلاوتها وتنتعشُ بها الروح من عمقً طهارتها ، تنهدت من صميم قلبٍ جريح وقالت : إنْ عذوبةَ صوتك وطُهرِ أنفاسك يُشعراني بدفئِ وأمان وكأنهما نسمات ناعمة أنعشت قلبي من لهيبِ شمسٍ أحرقت روحي في ظهيرة صيفٍ الضياع والخطيئة ولكنني أشعرُ بأنَ خلفَ تلكَ النسمات الهادئة تكمن أعاصير وعواصف قد تقتلع الطغات عن عروشٍ تمددت جذورها بتربة الظلمة وتلهمُ مجتمعات ضالة إلى طريق الخلاص
تمسَّكت بحبال الأوهام التي نُسجت على نول الملذات في دنيا الفناء بأنامل أبليس ولوّنتها حثالة البشر بألوان المتعة والإغراء.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>