دائماً أسمع في ظروفٍ صعبة وبعد أحكامٍ جائرة لا تُنصف المظلوم بوجهِ الظالم عبارة رفض واستنكار تقول:(بالنهاية لا يَصُح إلا الصحيح) وكأنها تُقال من قَبيل إرضاء الذات أو لإرضاء الآخرين أو بانتظار نهاية سعيدة قد لا تصل أبداً على قطار أحلامنا إلى محطةِ الحقِّ والإنصاف،ولكن نحن البشر نختلف في ما بيننا على مفهوم معنى كلمة الحق فلكلٍّ منا إله يخدم مصالحه فإله المسيحيين يدعو للتسامح والمحبة ونبذ العنف وإله المسلمين يدعو لأخذ النفس بالنفس والعين بالعين والسن بالسن، وإله اليهود وعدهم بأرض الميعاد أرض إسرائيل من الفرات حتى النيل ويعتبرون أنفسهم شعب الله المختار ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم ،والحق الذي نعرفه ليس واحداً وينطبق عليه ما ينطبق على مفهوم معنى كلمة الله بالنسبة للشعوب المتصارعة والمتناحرة على أرض الإله الواحد ،والحقيقة ليست واحدة فلكلٍّ منا حقيقة يؤمن بها والصحيح الذي ننتظر منه أن يَصُح قد يراهُ من هو بالجانب الآخر خطأ وهذا من وجهة نظره طبعاً ،أما ما يؤخذ بالقوة حتماً لا يُسترد إلا بالقوة والإتحاد ما بين من وقعَ عليهم الظلم والكيدية ، ولكن من وجهة نظري فإنَ نواة القوة تتكون في رحم العقيدة والمعتقد وهي بحاجة لرحم مرن كي تنمو وتتغذى على الإيمان والأتحاد وتصبح تلك المعتقدات راسخة بجسمٍ واحد وتغدو ذلك المارد المتمرد الذي يخلع ملوك الموت والظلم عن عروشهم المزيّفةِ مهما عظم شأنهم لكن لو كان ذلك الرحم صلب وغير قادر على التمدد والأنفتاح والتطور ويفتقر إلى الإيمان ٠ستبقى نواة القوة جنينٌ عاجزٌ عن النمو في رحمِ التطرف والتصلّب وسيكون مصيره الأجهاض على أيّدي أبالسة الفتنة والإحباط ،