سمعتُ بان الشكوى لا تجوز إلا لله أما أنا ساشكو لكِ عنكِ يا معذبتي وسبب جنوني… غريبةٌ أنتِ..!؟ نعم غريبة بكل ما للكلمة من معنى… مختلفةٌ ؟.. نعم مختلفةٌ أنت عن باقي نساء العالم بطباعكِ بفنونِ حركاتكِ بسحركِ بجمالك . انتِ وجه العفَّة والطهارة ورمز الخطيئة والاغراء. عندما انظر بعينيكِ تضيع مشاعري وتتأرجح ما بين الحبِ ، العشقِ ، الشهوة والاغراءْ، اما لغةُ جسدكِ . آه منها فقد عجزتُ معها وضاعت مني ما بين خجلي ولهفتي فهي حالةٌ نادرة، خاصة ومعقدة، لأنني درستُ لغات العالم مجتمعةً ولم افقه لغة جسدكِ يا اميرتي وعييتُ عن ترجمةِ همسات خصركِ الناحل وغمزات عيناكِ حتى انني استعنت باشهر العلماء والفقهاء من بلاد العرب ومن ارض العجم ممن يفقهون في حيلِ النساء وكيدهنَّ ، فنصحوني ان اخلع عني ثوب العفة والشهامة وامتطي صهوات الخيول الجامحة، أقتحم بها أسواركِ المحصنة بأنواعِ الورود وآخذ حمائمكِ البيضاء أسرى عندي ،أخطف زغاليلها أبيعها لأكثر الغربان سوادَ لعلّكِ تستسلمين وتخضعين…! أما أنا فقد لمحتُ خيالي خانعاً منهزماً ساجداً أمام جسدكِ الآسر يستجدي أن يتذوق قطرة من رحيق شفتيكِ او يستمتع بشهيقٍ من عطر خديك. لعله يحلم أن يلامس يديك يضمكِ إلى صدره ليشكو لكِ عنكِ ولا تجوز الشكوى الا لعينيكِ…


حذرتني من أن أستفزها بمشاعرها فقد تكون ردت فعلها أقسى من أن يتحملها معبدَ حبي فقد تنهار جدرانه المزخرفة بأبياتِ شعري فوق أعمدته المدمرة وتسحق قلبي ،أما أنا يا صغيرتي حينما يستفزني جسدكِ الآسر بمحاسنه وإغراءآته تتشكلُ بمخيلتي مشاهد فيها من العشقِ والشهواتِ ما يشبهُ الغيوم الملبَّدة في سماءِ يومٍ ممطر تُنبىءُ بقدومِ عاصفة هوجاء قد تغيّرُ حتماً بملامح تلك التضاريس المنحوتة على أيدي إله الحب والإغراء في جنَّاتكِ ودنياكُ ،مشاهدٌ وطقوسٌ فيها من الجنونِ فنونٌ وفنون أخشى أن أبوح بها حتى لذاتي

بَعْد عِنَاق حَمِيم وتنهداتٍ صَامَتْه أَدخَلَهَا بهمساته الدافئة فِي متاهاتِ الضَّيَاع حَتَّى فَقِدَت إدْرَاكِهَا وَاحْتَرَقَت بِنَار قَلْبَيْن ملتهبين ! تَنَهَّدْت وَقَالَت : هَيَّا نستبدل تساؤلاتي العَطشى بِنَظَرَاتِ عينيكَ الدافئة وَبِمِيَاهِ تفسيراتكَ المنعشة عَلَّنِي أنعشُ بِهَا قَلْبِي وأروي غليلي . أجابَ : كُلّ حواسي ومشاعري رَهَن عيناكِ يَا صغيرتي ، مَا الَّذِي يَشْغَلُ بَالُكِ ويقلقُ رَاحَتَكِ ؟

سَأَلَتهُ : قُلّ لِي أَتُحبُني ؟ وَكَيْف ؟ بِالطَّبْعِ احُبكِ وَلَكِن لأن حبي يختلف عن حب البشر ،ولأنك امرأة استثنائية ناديتك بأميرة قلبي وتوأم روحي،حبي وسبب جنوني، سأخبِرُكِ بسرٍ كَبِير لَا يمكنكِ أَن تبوحي بِهِ حَتَّى لذاتكِ الثَّانِيَة . أحبكِ عَلَى طَرِيقَتِي وبأسلوبي حبٌ خالِ مِنْ الشَّهَوَاتِ والغرائز مُتَحَرِّرٌ مِنْ الْقُيُودِ ، التَّمَلُّك وَالْعُبُودِيَّة ، مُتَرَفِّع عَن الأنانيةَ وَالْمَصَالِح الضَّيِّقَة . حبٌ أَرْقَى مِنْ الشَّكِّ وَالْغَيْرَة ، اطَّهَّرَ مِنْ طُهر الْمَلَائِكَة ، أبْرَأ مِنْ بِرَاءةِ الْأَطْفَال ، حبٌ وَكَأَنَّه خالٍ مِنْ الْمَشَاعِرِ الْبَشَرِيَّة لِأَنّ مشاعري قَدْ تَكُونُ أَقْرَبُ إلَى مَشَاعِر الْآلِهَة مِنْهَا إلَى مَشَاعِر الْبَشَر ،عندما أحبكِ هَكَذَا أحب .❤️❤️❤️ !

جنونٌ أم تَمَرد.؟
سأتوقفُ عن الكتابةِ عندَ آخرِ حرفٍ من هذهِ الصفحة ، سأُخالفُ القواعدَ وأعتقُ الحروف ، سأخنقُ الخواطرَ في مهدِها، سأكسرُ الأقلامَ ،أَمْحُو الكلماتِ وأمزقُ الدفاترَ الملوَّنةْ… عندَ آخرَ نقطةٍ من هذهِ الصفحةِ سأَدوسُ على قلبي وأغتالُ مشاعري ، أرميها من على جرفٍ في نهرِ الامازونْ ، سأكفرُ بالحُبِ واعتنقُ الحقدَ والنَميمةَ ، سأنبشُ أعشاشَ الطيورِ وأُشرِّدُ فِراخها ،سوفَ اخونُ الصدقَ والشهامةَ وامتهنُ اللؤمَ والانانيةّ ، سأَحتَرفُ الكُفرَ والشعوذة واعودُ بقِطارِ الزمانِ إلى سنينٍ مَضتْ لأقتحمَ حفلَ الزفافِ وأمنعُ الارتباطَ ما بينَ من أصبحتْ أُمَكِ ومن صارَ أباكِ ،سأَقتلعُ عينايَ وأستبدلهما بعينّي رجلٍ من بلادِ المغول حتى لا أتعرَّف عليكِ عندما المحُ شعرَكِ وتناديني عيناكِ ، سأُغيّرُ ملامحَ وَجهي وأَمْحُو أسمي بأدواتٍ حادّة ،سأخطفُ القَدَرَ وأجعلهُ رَهينَتي ، سأحتَجِزهُ في الأقبيةِ المظلمة ربما أُقيّدهُ على شجرةٍ من اشجارِ السنديانِ العتيقة سأُعذبهُ وأحرقُ اصابعهُ بنارِ قلبي . سأنقلُ إليه عدوَى حُبكِ سَيَتعَرَّفُ على عينيكِ سيسمعُ عذوبةَ صوتكِ سأُرِيهُ سِحرَكِ وفنونَ حَرَكاتك ، سأُذيقُهُ من كأسي عقاباً على ما اقترفهُ ، لن أُسامحهُ ولن أُصدّقهُ مهما قدَّمَ لي من حجج وأعذار فما عدتُ اثقُ لا بحبكِ ولا بالقدر فكلاهما كاذبٌ وغدّار.

عندما نرتقي بمشاعرنا البشرية إلى ما فوق خصالنا ونحررها من الضعف ، والأنانية وغيرها ونرتفع بها إلى حدود التسامح ونكران الذات ، تنسحق تحت رحى طواحين الإيمان والتضحية لتصبح مرهفة بعد أن نسكر بخمرة النُسّاك والطوباويين نستشعر بها مسبقاً بما قد يحدث معنا بحياتنا اليومية وتتراءى لنا وكأنها أحلام نرى من خلالها مشاهد تمر بمخيلتنا وكأنها حقيقية قبل حدوثها والأغرب من ذلك فإن ذواتنا تصبح غارقة في بحر الحيرة والضياع وعالقةً ما بين الجنون والأدراك لحظة حدوث تلك المشاهد في عالم الواقع

ألم تلاحظي في لقائنا الأخير يا صغيرتي أثناء تلك اللحظات المقدسة في مفهومِ حبنا حينما عانقتكِ وهمستُ لكِ بكلماتٍ لا يوجد لمعانيها تفسير في لغة البشر كيف تسللت مشاعري وانسحبت من ذاتي خجلاً واختبأت تحت وشاحكِ الأسود تسترضي خواطركِ وتواسي أخزانكِ . بالأمسِ يا حبيبتي سكرتْ مشاعري من طيبِ انفاسكِ وعادت إليها الروح بعد أن تذوقتْ من رحيقِ شفتيكِ كأنها خمرة الحب المعتق في خوابي الإلهة أفروديت … ألم تري كيف أنها احترقت وهي تكفكف دموعكِ المتدحرجة كحبات البلور على خديكِ بيديها العاريتين !؟ أما أنا فقد سمعتُ آهاتها وشعرتُ بتنهداتها وهي تبكي وتنتحب على صدركِ العاري تلتمس العطف والحنان من نهدين آسرين خطفا قلبي وعقلي مني وتسببا بأنفصامي وجنوني

يترنحُ تحتَ ضرباتٍ متتاليةْ موجِعةْ لا تعرفُ الشَفقَةَ ولا الرحمةْ يُضرَبُ في لقمةِ عيشه ، أمنه الغذائي وأمانه الأجتماعي ، يعاني ويتألم في خِضَمِّ صراعٍ مريرٍ ما بينهُ وبين جحافلِ الغدرِ ، الذُلِ والتخلّفْ. سلاحُهُ الايمان بالله ،الصبر وحُبه لترابِ الأرضِ التي ارتَوتْ من دماءِ أجدادنا الأبطال في معاركٍ ضاريةٍ ضدَّ الغُزاتِ الطامعين على مرِّ الزمن . يخوضُ معركةَ الوجودِ للحفاظِ على ما تبقَّىَ من وطنٍ جَريح … وطنٌ جريحٌ بكبريائه يأبىَ أن يخضعَ او ينكسر أمام القهر والحصار . وطنٌ مُتمَسكٌ بروحهِ،كيانهْ وتمايزه الساحر ، حضنَ جميعَ أبنائه على اختلافِ انتمأتهِم السياسية ومعتقداتهِم الدينية منذ الأزل…في يومٍ ممطر داخل مواقف سيارات إحدى السوبرماركت أستيقظَ من غفلةِ القدر على أصواتٍ تعترضُ وترفضُ الأسعارَ الجنونية التي أثقلتْ كاهلهم وأحبطتْ عزيمتهُم ، كانَ مُتَقَوقِعاً في مقعدِ سيارَتِهِ كَنسرٍ جريح ينتظر زوجته التي تحاولُ أن تشتري ما تيسَّر من غذاءٍ وحاجاتٍ ضرورية ، مأخوذٌ بأنغامِ رياحِ الشتاء الباردة ، مسحورٌ بحباتِ المطرِ التى تَنهَمرُ وتتسابقُ على الزجاجِ الأمامي إلى هدفٍ مجهول ، يتابعُها بنظراتٍ شارِدةْ ، يحاورُها يحاسبها على الانهيار الحاصل وأرتفاع الأسعار ، يحتسبُ معها القيمةَ الفعليّة لراتبه الشهري مقابل العملةِ الصعبة. يعاتبُها بشيءٍ من الحزنِ والألم . يستعطفُ الوقتَ لتُشفى جراحه . مشاعِرُهُ باردة شاغرة منفيةٌ الى جُزُرِ القيامةْ ،قلبُه مجردُ مضخة تضُخُ الدماء في عُرُوقِهِ لتُبقيهِ حيّاً، نبضاتهُ فقدتْ إيقاعها المُنتَظِم وباتتْ كهديرِ محركٍ من الطرازِ القديم …انتفضَ فجأةً وارتعدتْ فرائصهُ خوفاً وفزعاً بعد أن قفزتْ فتاةٌ بسنِ المراهقة إلى داخلِ سيارته بشكلٍ مفاجئ دون أذنٍ او سؤال بالتزامن مع وصولِ رسالةٍ قصيرةٍ إلى هاتفهِ الخليوي تُبلغهُ بسحب ما تبقَّى من رصيده بالمصرف لمصلحة السوبرماركت 😂. جَلَستْ الفتاة بجانبه وكان قد بدا واضحاً على وجهها علامات الأحباط والتعب، وقبلَ أن تلتقطَ أنفاسها عاجلها بسؤالٍ : من انتِ! ماذا تريدين؟ ما الذي حصل! ؟ وكان يستعجلها كي يعلم سبب لهفتها وقلقها
اجابت قائلة : أرجوكَ يا سيدي لقد توقفتْ خدمة الأنترنت في المنزل بسبب الصاعقة أخشى أن تكون المودم قد احترقت
أخذته الدهشة وتحولت مشاعرَ الخوف والفزع إلى شعورٍ يتأرجح ما بين الضحك والغصب وتساءل في نفسه من أين تعرفني هذه الفتاة؟ ثم قال : آسف يا عزيزتي لا يمكنني أن أقدم لكِ اية مساعدة أننا في فترةِ أضراب ، واستطرد قائلاً ومتهكماً يحاولُ ان ينتقم منها بسبب ما فعلته : أسمعي باستطاعتك أن تستخدمي التخاطر وتوارد الأفكار ما بينك وبين من ترغبين التواصل معهم  ريثما يتم أصلاح العطل 
 الفتاة :حقاً!! ما هو التخاطر ،وكيف لي ان اقوم بذلك؟
الكاتب : ألموضوع معقد قليلاً يا عزيزتي ويحتاج ما يلزم من الوقتِ والصبر . لما لا تعطيني رقم هاتف والدتكِ لأكلمُها ونتفق على ما يلزم؟
الفتاة : وما حاجتكَ لرقمِ الهاتف وأنتَ تتمتع بقدرات التواصل من خلال توارد الأفكار ؟! هيا قم بذلك وقُل لها ان تحضر إلى هنا أنها تتبضع في الجِوارْ
سادَ الصمتُ لبرهةٍ وما أن مرّتْ لحظاتٍ حتى وصلتْ سيّدة تحملُ بيديها أكياس متنوعة، وكأن أحد قد استدعاها للحضور، وقفت بالقربِ منهُمْ ، تُنادي على ابنتها لتنزل من السيارة، قدَّمت الأم اعتذاراً بعد أن ألقتِ التحيّة بكل مودَّةٍ واحترام
ترجلت الفتاة من السيارة ومشت بجانبِ والدتها وكانت ترمقُهُ بين الحين والآخر بنظراتٍ فيها من الدهشة والأستغرب ما يثيرُ بالنفس من الضحك والأسف في آنٍ واحد
ُ

تَمشي بخطواتٍ مُتسارعة، متلهفةٌ للقاءِ الحبيب. تتشكلُ حُبيباتَ المطر بلوراتٍ صغيرة تتدلى من على اطرافِ مظلتها التي تتصارعُ مع كلِ نسمةٍ من نسماتِ البرد القارص . شفتاها الورديتان تحولتا إلى لونٍ بنفسجي… تَعبت… أخذَ منها التعب..تحاولُ أن تلتقطَ أنفاسها من براثنِ صقيعٍ لا يرحم.. إنها على وشكِ الأنهيار…في آخرِ لحظةٍ وعلى شفيرِ السقوط تلتقي عيناها بعينيه. تناديه بصوتٍ عذب وانفاسٍ متقطعة : ها أنا يا حبيبي، ضمني إلى صدرك وعانقني بقدرِ ما أُحبكْ حتى اعجزُ عن التفريقِ ما بينَ نبضي ونبضك.. دعني أتغلغلُ في حنايا صدرك أحس بدفىء أنفاسك فأنا بحاجة لسماع خفقان قلبك..

بالأمسِ وَبَعْدَ أَنْ خطفكِ النَّوْم عَلَى غفلةٍ مِنِّي وأغراكِ بأحلامهِ الورديِّة كنتُ عَلَى وشكِ أَن ابوحَ لكِ بمكنَوناتِ صَدْرِي علَّني أُطَمّئِنُ بِهَا طُيُور الشَّكّ الَّتِي تحلّقُ فِي سماءِ الاوهامِ لتحطَّ عَلَى بيادرِ النُّور وَالْيَقِين ، انتِ يَا اميرةَ قَلْبِي ، عشيقةَ رُوحِي ، ملهمتي ،وطبيبة اخزاني. يَا أرقَّ الْقُلُوب ، وارهف الْمَشَاعِر. يَا مَنْ تغفو احلامها فِي حَنَايَا صَدْرِي وَفِي أَعْمَاق أَحَادِيثَنَا الخجولة ، عَلَى مخدةِ وِجْدَانِيٌّ ، يَا مَنْ اخافُ عَلَيْهَا مِنْ نظرةِ شكٍّ أَو اتهامِ . يَا امرأةً نَسيت بَراءةِ الطُّفولَةِ أَن تغادرَ مقلتيها ، أَرَاهَا بلمعانِ عينيكِ ، أَسْمَعُهَا بعذوبةِ صوتكِ وَقَهْقَهَة ضَحِكاتكِ كَأَنَّهَا الحانِ ، ألمحها بِفِكْرِي بمصطلحاتٍ وتساؤلاتٍ تَتَطَايَر مِنْ بَقَايَا حديثٍ دارَ مَا بَيْنِي وبينكِ مِن أزمانِ ، أَسْمَعُهَا قَلَقٌ وتَساؤلاتٌ لَا تُوجَدُ إلَّا بِعَالِم الطَّيِّبَة والأحلامِ . يَا شمعةً تُنِير بضؤِها السَّاحِر طَرِيق اطفالٍ تشابهُ بِجَمَالِهَا مَلَائِكَة النُّورِ فِي عالمٍ الظلامِ . عالمٌ جُبِلَ بِتُرَبَةِ الْقَسْوَة وبُنيَ بأيّدِ الْمَجْهُول . شمعةٌ تَذُوب بتضحياتها مَا بَيْنَ حَنَانِ وَعَطْفِ الْأُمّ ودَور الْمَرْأَة الْعَامِلَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ الظَّالِم . انتِ وَجْه الْحَبّ الطَّاهِر ، وَرَمَز الإغراءِ وَالخَطِيئَة فِي آنٍ وَاحِد ، أَنْتِ مَصْدَرُ فَرَحِي وَسَبَب أحْزَانِي . تشبهينَ نسماتُ الصَّبَّاحِ النَّاعِمَة تنعشينَ رُوحِي ، تداعبينَ مشاعري أسجد أمامكِ أضمكِ إلَى صَدْرِي أستنشق رَائِحَةَ عطركِ السَّاحِر واضيعُ كطفلٍ بينَ تفاصيلَ جَسَدِك الْآسْر . انتِ اللاشيء وانتِ كُلِّ شَيْءٍ . أطمأنّي يَا صغيرتي وَلَا تقلقي ، فَمِن شدّةِ حِبِّي لكِ قَد اتواطئُ معكِ عَلَى اغتيالِ ذَاتِي وأخونها خلالَ نزهةٍ عَلَى ضفافِ نهرِ الصِّدْقُ وَالْوَفَاءِ قَد نطعنُ نَفْسِي سويَّةً بخنجركِ المرصَّع بِأَحْجَارِ الْخَوْف وَالْقَلَق لَتَسِيلَ دِمَائِهَا فِي جَدَاوِل التَّضْحِيَة وَالطُّمَأْنِينَة وَتُصَب فِي بِحَار الْآلِهَة . . . آلهةالحب الْحَقِيقِيّ . ♥️♥️♥️ .

  • أَرَاهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ يَتَمَشَّى ويَتمَختر عَلَى مَرْجِ حديقتي الْأَخْضَر دُونَ استأذانٍ أَوْ خَوْف ، يَتَفَقَّد بَراعِمَ الْوَرْدِ أَن تَفَتَّقَت وَأَلْوَانُ الزُّهُور لَو تَفَتَّحَت . عُصْفُورٌ أَسْوَدٌ يتباهَ بِمِنْقَارِهِ الْأَصْفَر يَتَمَرَّغُ عَلَى تُرَابِ الْأَرْضِ ثُمّ يَتَنفضُ بِجَنَاحَيْهِ البرَّاقينِ ويَتَلَفتُ إلَيّ مُتَحَدِّياً هَيْبَتِي وحُضُوري … صَرَخْتُ بِهِ مُنَادِيًا بَيْنَمَا كُنْتُ جَالِساً عَلَى كُرْسِيٍّ الهزاز أُحَاوِلُ أَنْ أَكْتُبَ مَا تيسَّرَ لِي مِنْ أفْكَارٍ وَخَوَاطِر لِأَعُودُ وأرميها فِي جَدْوَلِ النِّسْيَانِ …مَاذَا تَفْعَل فِي أَرْضِي وحَديقتي ؟ أَلَمّ تَسْمَعُنِي ؟ ! هَكَذَا نَادَيْتُ عَلَيْهِ للمرةِ الثَّانِيَة بِصَوْتٍ جُهوري ونبرة حَادَّة فِيهَا مِنْ الجِدِّيَّة وَالتَّهْدِيد مَا يُخِيفُ عَنْتَرَة . ! 😅 …. الْتَفَتَ إِلَيَّ بهدؤ وَسَأَلَنِي أتُخاطِبُني يَا ابْنَ الْإِنْسَان .؟! أَخَذْتَنِي الْحِيرَةُ والدهشةُ وَلَم أَصْدَقَ مَا سَمِعَتهُ أُذُنَاي. ، عُصْفُور يَتَكَلَّم . ! ! ؟ اغمضتُ عَيْنَاي لبرهةٍ لأتأكد إنْ كُنْت فِي الْحِلْمِ أَم الْيَقَظَة ثَمّ فتحتهما لَأَجِدُه مِلَاكاً عَلَى شَكْلِ مَا تَصَوَّرَهُ الْإِنْسَان ورسمه بلوحاتٍ فنيّة وَكَمَا تَشَكلَ بايادِ النحاتين المُبدعين . . . مِلَاكٌ بِجَنَاحَيْن الْجَنَاحُ الْأَيْمَن لَوْنُهُ أَبْيَضُ نَاصِعٌ بِرِيشٍ نَاعِمٍ يشبهُ رِيشُ النَّعَامِ أَمَّا الْجَنَاحُ الْأَيْسَرِ مَصْبُوغٌ بِاللَّوْنِ الْأَسْوَد وَلَه رِيشٌ يُشَابِهُ رِيش الْغُرَابِ . فِي عَيْنَيْهِ سَطْوَةٌ مخيفةٌ وحنانٌ وَعَاطِفَة جياشة ، لَوْ نَظرَتَ إلَى عَيْنِيَّه تَضْمَحَل الْأَشْيَاءَ مِنْ حَوْلِكَ وَتَخْتَفِي الْأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ . سَأَلْتُهُ بَعْدَ أن تخليتُ عَن ذَاتِيٌّ الزَّائِلَة وَتَرَفّعْتُ إلَى رُوحِي الصَّافِيَة . . . مَنْ أَنْتَ ؟ قَال : أَنَا الأله المجهول مِلَاكُ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ، أَنَا حَارِسُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، أَنَا نَبَعُ الْحُزْن والْفَرَح . أَنَا خَمْرة الْمَحَبَّة وَعَلْقَم الْقَدْر ، أذهبٌ حيثُ ما تذهب ورابضُ حيثُ ما تربض . . لَو عانقتكَ بجناحي الْأَيْمَن لِلَحْظِهٍ تَكُونَ قَدْ خَرَجَتْ لتوّك مِنْ تَحْتِ جَنَاحَي الْأَيْسَرَ بَعْدَ انْقِضَاءِ لحظةٍ مُمَاثِلُة… . ثُمَّ قَالَ : بِالتَّأْكِيد أَنْت فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ فَقَدْ قَابَلَت جَدُّك مُنْذ قُرُون مَضَتْ عَلَى قِمَمِ جِبَال لُبْنَان الشَّرْقِيَّة وَفِي ضَوَاحِي قانا الْجَلِيل يَقْتَفِي آثَار خُطُوَات الْمَسِيح المخلّص وَيَبْحَثُ عَنْ بُذور الْمَحَبَّة وَالْإِيمَان علّه يَجِد سَبِيلًا لاكتشاف لُغْز النَّفْس الْبَشَرِيَّة . حينها سَجَدَتُ عَلَى رُكْبَتَيَّ وانحنيتُ بِرَأْسِي بَعْدَ أن تَقَدُّمَ مِنِّي وعانقني بِجَنَاحِيه قَائِلًا يَبْدُو إِنَّك سَائِرٌ عَلَى خَطَّى جَدُّك أخشى عليكَ أن تضيعَ في بحرِ أسرار الدُنيا وتتوه بأغوارِ المجهول..ثُمَّ رُفِعَتْ بِرَأْسِي لَأَجِدُه قَد تَوَارَى عَنْ الأَنْظَارِ عُصْفُورٌ جَمِيلٌ أَبْيَضُ . . ! . مِلَاك الظَّلام والنُّور