قَتَلْتَنِي حبيبتي بسهامِ التَّضْحِيَة ونكران الذَّات بَعْدَ أَنْ نَذَرْت نَفْسِهَا لِآلَهة الْحَبّ واحتَبَسَت فِي اديرةِ العفَّةِ وَالطَّهَارَة ، فتقمَّصت رُوحِي بجسدِ عصفورٍ جَمِيل بَعْدَ أَنْ دُفِنَتْ جثتي فِي ترابِ نَاصِعٌ الْبَيَاض تَعْبَق مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ فِي إحْدَى حَدَائِق الْجَنَّة المعروف بِاسْم نُكْرَان الذَّات تَحْت ظلالِ اشجارٍ شَامِخَة تتباهَ بثمارِ الْمَحَبَّة وَالْوَفَاء الَّتِي َ تتدلَّى مِن اغصانِها َوتنشر بطيب عطرها رَسَائِل الْمَحَبَّةِ فِي ارجاءِ دُنْيَا الْبَشَر الَّتِي تَتَشَابَك بحدائقها أَغْصَان الْغَيْرَة والأنانية فتتفتق مِنْهَا بَراعِم غَرِيبَةٌ بِأَلْوان الْآثَام وَالخَطِيئَة…  تَحَرَّرَت رُوحِي مِنْ خَطَايَا الْبَشَر والتجاتْ إلَى قلبِ ذَلِك الْعُصْفُور ا فَتَحَوَّل ملاكاً أَبْيَض بِجَنَاحَيْن جميلين ، نَعَمْ أَنَّهُ الْعُصْفُور الَّذِي كَانَ يَتَرَدَّدُ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنَ ذلكَ الكوخ الْقَدِيم وَيُشْهِدُ عَلَى اِنْدِماج جسدين بروحٍ وَاحِدَةٍ حَيْثُ كُنَّا نَلْتَقِي نطفيء بعناقنا وبقبولاتنا شَوْقٌ قَلْبَيْن ملتهبين بِنَار الحبِ والعشقِ الَّذِي نَبَتت بذوره وروداً حَمْرَاء إلَى العلنِ وَتَشَابَكَت جُذُورِه بالخفاءِ تَحْت رمادِ الغيرةِ وَالْقَلَق ، حِينِهَا كُنا لِإِنْزَال فِي سنِّ الْمُرَاهِقَة نتفلّتُ رويداً رويداً مِنْ شَجَرَةٍ الْبُرْأَة وننجرف فِي تيارات الْغَرِيزَة وَالْإِغْرَاء كَمَا تتفلت أَوْرَاقِ الشَّجَرِ مِنْ أَغْصَانِهَا فِي نِهَايَةِ فَصْلُ الخَريفِ وتنجرف إلَى مَصِيرُهَا بتيارات السواقِ وَالْأَنْهَار . . . أَنَّهُ الْقَدْرُ .

 

كرسي الاعتراف 

بعد أن الحَّتْ عليه زوجته وتمنّى صديقه ان يدخلَ كرسي الاعتراف وكان قد غاب عنها لسنواتٍ مضت .

فما وجدناه إلا ساجداً على ركبتيهِ فوق ذلكَ البساط الارجوانِ يستغفرُ ربهُ عن خطايا اقترفها عن معرفةٍ او عن غيرِ معرفة يستعطفهُ  ويشكو له في آن واحد ثم يسأل : يا ابتاه ماذا  لو ابتسمتْ حبيبتي ووجدتُ جمالُ الدنيا مختصرٌ  في غمَّازاتِ خديها ، أاكونُ قد خطأت؟ماذا لو تكلمت أميرتي بصوتها الدافئ وتراقصت لها مشاعري حباً واشتياقاً، أاكونُ قد خطأت؟ ماذا لو أدمعت عيناها بسبب كلمة صدرت عني وانتحر قلبي على اقدامِ عرشها اكراماً لعينيها ، أاكونُ قد خطأت؟.ماذا لو لمستُ يداها وارتشفتُ من رحيقِ شفتيها، أاكونُ قد خطأت!؟ ماذا لو تمايلت بخصرها الناحل….استدركَ (الابونا) وهمسَ به قائلاً : توقف عند هذا الحد يا بني فأن قلبي وعقلي على وشك الأنهيار تحت هذا الضغط الهائل من الإيحئآت سأعطيك الحلّة قبل أن تنتقل إلى المرحلة الثانية على ان تصلّي المسبحة عشرات المرات. ثم بدأ يتمتم مستغفراً ربهُ ارحمنا يا رب واغفر لنا خطايانا التي اقترفناها بمعرفة او عن غير معرفة 😂😂😂

 

• كنتُ قدْ وصلتُ باكراً  للمشاركةِ  بأحتفالٍ سياسي لأحد الوجهاء المعروفين بُغيتَ أعلانِ ترشيحه عن احدِ المقاعدِ النيابية…. على المدخلِ الرئيسي  كان هنالكَ مجموعة من الفتياتِ الأنيقاتِ  يرتديّن لباساً موحداً  يشبهُ بتصميمهِ إلى حدٍ كبير لباسُ مضيفات الطيران. كان واضحاً من خلالِ تصرفاتهنَ  انهنَ محترفات  يستقبلنَ  المدعوُّين بالترحابِ وبكلِ لباقةٍ وتنظيم … أهلاً وسهلاً بكَ، تفضل يا استاذ، هكذا قالت لي احداهن من اللواتي يمتلكن سلاح من العيار الثقيل، عينان ملونتان بألوان ساحرة لا يسعك سوى الانصياع لاومرهما ، ارجوك تفضل، تصرف وكأنكَ في منزلِك…. ضحكتُ في سرّي وتسألتُ : كأني في منزلي؟؟ ! كيف ذلك ومساحةُ منزلي الإجمالية لا تعادلُ مساحة الطاولاتِ المستديرة الموزعة في أنحاءِ المرجِ الأخضرِ لحديقةِ القصر . طاولاتٌ مغطاتٌ بشراشف بيضاءُ كأنها العروسةُ في ليلةِ زفافها. وصيفاتها  الكراسي التي تُحيط بها من كُلِّ جنبٍ وصوب… تخلصتُ من خوفي وقلقي بعد أن شربتُ ما يكفي من الخمرِ ، كانت قناني (black) تَستعرضُ وتتباهَ بقوامها الأسود وتتمايل  على الطاولاتِ المزينةِ بأغلى أنواعِ المكسراتِ وأشكالها،  تعانقها باقاتٍ من الورودِ الملوّنة لتزيدُ على الأغراءِ إغراءُ … استجمعتُ قواي ووقفتُ بعدَ أن  تقمصَني ذلكَ الفتى الأرعن كأنهُ أبليس حيثُ عُدتُ بقطار الزمن الى فترةِ المراهقة حيث كنتُ صاحب مقالب ومخترع المشاغبات ، دفعني بخطواتٍ واثقة  نحو منصةٍ كانت مُعدّة سلفاً لألقاءِ كلمة المرشح المنتظر، وبالطبع لم يسألني سائلٌ ولم يوقفني غفير   ظناً منهم إنني من  منظّمي الحفل… اعتليتُ المنصةَ بكلِ ثقةٍ وجديّة وكنتُ قد قررتُ أن القي كلمةً قصيرةً مقتضبة وبشكلٍ سريع خوفاً من أن يُفضَحُ امري . لامستُ رأس المزياع بأطرافِ اصابعي  ثم طرقتُ عليه طَرَقاتٍ خفيفة للتأكد من انهُ يعمل بشكلٍ جيد… طق طق طق، ثمَ بادرتُ قائلاً :(بالعاميّة) مسا  الخير، وأهلا وسهلا بالحضور الكريم، شرف كبير الي انو التقي فيكن اليوم… سمحو لي عرفكن بنفسي اكيد في كتير منكن  ما بيعرفني ويمكن بيشوفني لاول مرة… انا مواطن عادي من الطبقة الاجتماعية الوسطى وما دون، بحمل اسم عيلي  معروفة منتشرة على كامل الأراضي اللبنانية  . من حسن حظي انو لا اسمي ولا  اسم عايلتي  بيدل إلى اي دين او طائفة  بنتمي، وهالتميّز خلاني اتحرك بسهولي وحرية  بكل المجالات أكتر وأسهل  من باقي الأشخاص يلّي بيحملو اسماء بتدل بوضوح على طائفة او انتماء سياسي معين …ثم توقفتُ عن الكلام ونظرتُ لأجدَ امامي عيونٌ شاخصة وافواهٌ شاغرة. استدركتُ متابعاً بهدوء :اكيد البعض منكن رح يستغرب هالكلام  ويرفضو بس للاسف هيدا الواقع يلي عايشينو… واذا ما اعترفنا بالواقع ما رح نقدر نغيّرو… من فجر الاستقلال  تخلصنا من الأحتلال والأنتداب الأجنبي  ولكن بقينا أسرى، نعم  أسرى بنفوسنا   ومنعزلين  داخل الطوائف والمذاهب وأجت الاحزاب لتكرس الأنقسام الطائفي والمناطقي حتى تبقى مسيطرة وتتقاسم النفوذ والمناطق . بقينا مرضى وانتقلت لاولادنا  عدوَى الأستزلام الأعمى للزعماء التقليديين زعماء أجدادن حكمو جدودنا من ميّة سني ولادن ورتو الزعامي ونحن ورتنا الخضوع والتبعيّة… من الطبيعي وبمعظم دول العالم في رئيس وفي مرؤوس وفي قائد وفي تابع ولكن هالمعادلة بتكون نتائجها النجاح والتطور على كل الاصعدة وجود الأحزاب والتنافس لخدمة الوطن والمجتمع بأجواء ديمقراطية  علامات صحة. انما الواقع عنّا مختلف ومغاير لا بل النقيض تماماً ، يعني بدل ما يكون التنوع والاختلاف بالأراء نعمة تحول إلى نقمة. هنالكَ من يقول : المجتمع بلا  دين متل السفينة بلا قبطان. صحيح بس نحن مجتمع في أكتر من دين ولكل دين اكتر من طائفة ولكل طائفة اكتر من مذهب ولكل مذهب اكتر من قبطان كرمال هيك ولأنو هيدا الواقع الاليم مش لازم نستسلم خلينا ننتفض ونتحرر من السجون الطائفية والحزبية ونقطع حبل الصرّة  ونتخلص من هاجس الحروب الاهلية، خلينا نأسس مجموعة من اشخاص تكون نواة لمجتمع  عندو  مصلحة الوطن فوق كُل اعتبار… توقفتُ عن الكلام لألتقطُ أنفاسي وتفاجأت بسماع هتافات من الحضور ( بالروح بالدم نفديك يا زعيم) على الفور رفعتُ يدي إلى الأعلى وصرختُ : لحظة، لحظة يا شباب. انا مش مرشح. انا سكران….

 

بالأمسِ وَبَعْدَ أَنْ خطفكِ النَّوْمُ منّي عَلَى غفلةٍ وأغراكِ بأحلامهِ الورديِّة كنتُ عَلَى وشكِ أَن ابوحَ لكِ بمكنَوناتِ صَدْرِي علَّني أُطَمّئِنُ بِهَا طُيُور الشَّكّ الَّتِي تحلّقُ فِي سماءِ الاوهامِ لتحطَّ عَلَى بيادرِ النُّور وَالْيَقِين ، انتِ يَا اميرةَ قَلْبِي ، عشيقةَ رُوحِي ، ملهمتي ،وطبيبة اخزاني. يَا أرقَّ الْقُلُوب ، وارهف الْمَشَاعِر. يَا مَنْ تغفو احلامها فِي حَنَايَا صَدْرِي وَفِي أَعْمَاق أَحَادِيثَنَا الخجولة ، عَلَى مخدةِ وِجْدَانِيٌّ ، يَا مَنْ اخافُ عَلَيْهَا مِنْ نظرةِ شكٍّ أَو اتهامِ . يَا امرأةً نَسيت بَراءةِ الطُّفولَةِ أَن تغادرَ مقلتيها ، أَرَاهَا بلمعانِ عينيكِ ، أَسْمَعُهَا بعذوبةِ صوتكِ وَقَهْقَهَة ضَحِكاتكِ كَأَنَّهَا الحانِ ، المحها بِفِكْرِي بمصطلحاتٍ وتساؤلاتٍ تَتَطَايَر مِنْ بَقَايَا حديثٍ دارَ مَا بَيْنِي وبينكِ مِن أزمانِ ، أَسْمَعُهَا قَلَقٌ وتَساؤلاتٌ لَا تُوجَدُ إلَّا بِعَالِم الطَّيِّبَة والاحلامِ . يَا شمعةً تُنِير بضؤِها السَّاحِر طَرِيق اطفالٍ تشابهُ بِجَمَالِهَا مَلَائِكَة النُّورِ فِي عالمٍ الظلامِ . عالمٌ جُبِلَ بِتُرَبَةِ الْقَسْوَة وبُنيَ بأيّدِ الْمَجْهُول . . . . انتِ وَجْه الْحَبّ الطَّاهِر ، وَرَمَز الإغراءِ وَالخَطِيئَة فِي آنٍ وَاحِد ، أَنْتِ مَصْدَرُ فَرَحِي وَسَبَب أحْزَانِي . . . . تشبهينَ نسماتُ الصَّبَّاحِ النَّاعِمَة تنعشينَ رُوحِي ، تداعبينَ مشاعري ، حِينَمَا أجدُ نَفْسِي عاجزاً عَن لمسكِ وضمكِ إلَى صَدْرِي لأستنشق رَائِحَةَ عطركِ السَّاحِر واضيعُ كطفلٍ بينَ تفاصيلَ جَسَدِك الْآسْر . . . انتِ اللاشيء وانتِ كُلِّ شَيْءٍ . أطمأنّي يَا صغيرتي وَلَا تقلقي ، فَمِن شدّةِ حِبِّي لكِ قَد اتواطئُ معكِ عَلَى اغتيالِ ذَاتِي وأخونها خلالَ نزهةٍ عَلَى ضفافِ نهرِ الصِّدْقُ وَالْوَفَاءِ قَد نطعنُ نَفْسِي سويَّةً بخنجركِ المرصَّع بِأَحْجَارِ الْخَوْف وَالْقَلَق لَتَسِيلَ دِمَائِهَا فِي جَدَاوِل التَّضْحِيَة وَالطُّمَأْنِينَة وَتُصَب فِي بِحَار الْآلِهَة . . . آلهةالحب الْحَقِيقِيّ … .أيا إله الحب ها قد تعاقبت الفصول واكتملت المشاهد كما ترأت لي وكتبتها من وحيك والهامك ، فقد تحققت مشيئتك وقدمتُ قلبي قرباناً على مذبحِ الحب. اتوسلُ اليك ان تدعني آخذ ما تبقّى من قلبي المطعون إلى احضانِ اميرتي فهي تداوي روحي وتبلس جراحي

أوتسألين بعد لماذا أُحببتكِ.؟! كيف لا أعشقكِ وقد تذوقتُ ليلة أمس طعم خمرةِ الجنّة من بين شفتيكِ ! كيف لا أجنُّ بكِ وقد لامست شفتاي جمرات الأغراء فاحترقَ قلبي بشهواته قرباناً على مذبح حبكِ وانتشر عبق عطرهِ بخوراً ولُباناً في أرجاءِ المعمورة يُسبّحُ آلهة الحبِّ والاغراء،يُسبّحكِ انتِ يا مولاتي أميرةَ قلبي،حبيّ ، عشقي وسبب جنوني. كيف لا أحبكِ وقد سجدتُ أمامكِ أستعطفكِ، ألاطفُ خصركِ الناحل أُداعبه بأناملي الدافئة أضمّهُ برفقٍ وحنان حتى تلامس شفتاي حدائق جناته فتلاقيه بقبولاتها الحارٓة . أسكر برائحة عطركِ أناجيكِ،ابكي بسرّي مستدركاً ساعة الفراق المحتوم ،تحسّين بدموعي بحرقتي وخشوعي تشعرين بخفقانِ قلبي وتسمعين تنهداتي من أعماقِ ضلوعي ! تمسكين رأسي بكلتا يديكِ الدافئتين تضمينه إلى صدركِ برفق وحنان فأغفو على أنغام نبضات قلبك وأسافر في احلامي على أجنحة الأمل إلى عالمكِ الخاص حيث تلامس شفتاكِ عن طريق الصدفة حدود عنقي فتنتحر مشاعري شوقاً وقهرا امام دفيء انفاسك وطيب قبلاتك . أنتِ يا من حملتِني بدفئِ حبكِ ،عطفكِ وحنانكِ إلى حدائق الجنّة فتلمّستُ بأناملي خمائل ورودها المخملية وسكرتُ من رائحةِ عطرها. انتِ يا معذبتي ويا سبب فرحي ، أنفصامي وجنوني أجدُ معكِ لذَّةً في ألمي وأفتخرُ بأنكِ حبيبتي وإنكِ من فجرَّتي في متاهاتِ قلبي ينابيع الحنان فسارت مترنحة في جدوال العشقِ لتصب في بحارِ حبكِ اللامتناهية .تلك الجداول التي ايقظت بأنغام جريانها طيور الخواطر من على جوانب ضفافها فطارت وحلّقت كأسراب الحمام الزاجل في سماءِ المحبة والسلام .. آااه منكِ.. آاااه منكِ يا من تتربعين على عرش الحب تجسدين الشهوة والأغراء ، تسجنين كل من وقع بحبكِ وانخطف بسحرك وجمالك في قفص الحرمان وانت تستلقين عاريةً على قطن السحاب الأبيض تتباهين بجسدك الآسر تشربين بكأسِ اللامبالاة خمرة الحب من عصارة قلوبٍ لعشاق غرقوا في بحار حبك… ولكن رغم كل ذلك فإنكِ تجسدين في عقلي ووجداني رمز البرأة والطهارة وانتِ في الحقيقة وربما في الخيالِ ايضاً إلٓهة الحب والاغراء… أحبكِ ،أُحبكِ حتى يعجزُ الحب عن ارضائي..!

دعتني إحدى السيدات اللواتي يتمتعنَ بحسِ الفُكاهة والمزاح أن أتركَ عالم الخيال وألتحقَ بعالمِ الواقع علَّنا نلتقي عن طريقِ الصدفة في أحد الأماكن المميزة نرتشف القهوة ونتباحث في أمورِ الحياة ، فكتبتُ لها التالي : قد تكون مُخيلتي ومخيلتكِ يا سيدتي أوضح وأشدُّ صدقاً مما تراهُ عيناكِ الجميلتين في وضح النهار ، فكيف تقترحين أن اتخلّى عن جناحين أحلّقُ بهما في السماوات اللامتناهية للخيال خارج حدود الزمان والمكان وأرضى بساقين لا تتعدى نقلتهما المتر الواحد أتنقل بهما بين الأزقّةِ والشوارع بحثاً لنا عن مقهى لنشرب القهوة؟.! فأجابتني على الفورِ : صدقت فقد لمحتُ في سماءِ مخيلتي ما كتبتَ لي من كلماتٍ بدت لي وكأنها حمائم وزغاليل بعدَ أن قرأتها على هاتفي المحمول. سأنتفُ ما عليها من ريش وزغب أصنع لي منها جناحين وأطير بهما حيثما تُحلّق إلى عالمك ودُنياك… (حط الركوي عالنار صرت واصلي)

ما أغربنا نحنُ البشر كيف نستميت في سبيلِ إنقاذ ما تضرر من أجهزة او معدات اخترعناها لأنفسنا بغية الترفيه ونغفلُ عن الإهتمام بأجسادنا تلك الآلات الرائعة التي وهبنا إياها الله مسكناً مقدَّساً لأرواحنا نتنقلُ بها حيثُ ما نشاء، نتذوق ما طاب لنا من مأكلٍ وننتشي بما تيسّر لنا من خمرةٍ وماء ، نلمس نستشعر ، نتواصل ، نكره، نحب ونتعرّف من خلال أدمغتنا اللامحدودة المعرفة إلى عالمنا المحدود المسجون في نطاق عالم البشر . أما عن ذاتي فهي توّاقةٌ للبقاءِ في ذلكَ الجسد حتى آخر لحظة من تاريخ صلاحيته فهو ملجأي ومركبتي الدنيوية أحلّقُ بها ما بينَ الحياة والموت في سماءِ المحبة حاملاً ومحملاً ما يكفي من مياه الإيمان ممزوجٌ بخمرةِ الحب الصادق لتمطرّ في صحراءِ البؤس إكسير الحياة وتنسابُ في جداول من نُحب ترتوي منها بذور القلوب العطشة لتنبتَ فيها براعم الفرح والسعادة . ولكن حينما تفرغُ تلكَ الخزانات من محتواها ستنشق المركبة حتماً لتسقط في عالم الموت والفناء فتتحرر منها الروح خاطفةً معها ذواتنا المسجونة في دنيا البشر إلى فضاءِ لامتناه قاصدةً عالم اللاوجود حيثُ نكتشف ما هو أغلى من الحياة ونستمتعُ بما هو أرقى من السعادة 

شاطىء الجنة
اما انا فقد ضاعت مني الحروف وتمردت علي الخواطر وهجرتني الأفكار بعد ان لمحتكِ عاريةً على تلك الرمال الدافئة حيث انخطفت مني ذاتي على شطآن جناتكِ ولاحقتكِ إلى عالمكِ ، عالمكِ الخاص يا حوريةَ احلامي وطبيبةَ اخزاني . ما زالت آثارُ دعسات قدماكِ العاريتان تختبىء تحت زبدِ امواج البحر وفي طيَّاتِ الخلجانِ ،تتكشف بين الفينة والأخرى مع كلِ جزرٍ ثم تعود لتختفي تحت امواج المدِّ. انخطفت روحي بجمالكِ وانسحرت بمفاتنكِ واصبحت تلاحقكِ اينما ذهبتِ تلهثُ خلفكِ تتمسكُ بما تبقَّى من ظلالكِ علّها تلتقي بك عن طريق الصدفة فتغطي جسدكِ الآسر برداءٍ الحبِ ، تحتضنكِ بمشاعر الغيرة ،تحميكِ من ذئابٍ يسعينَ خلف القطعانِ ❤️❤️❤️…

في زمنٍ من الأزمانِ المتمردة على ذاتها وقبلَ أن أُخطف من عالمِ اللاوجود عالم الصُدقِ والبرأة إلى دنيا الواقع والخطيئة على أيدِ ذكرٍ وأُنثى من بني البشر وقبلَ أن أُلبسَ مُرغماً على عري جسدي الطاهر رداءَ الخضوع الأبيض مكبّل اليدين أسير الروح في قماشٍ خُيّطَ بأيدي رجال الدين بخيوطٍ نُسجت على نولِ حقائق مختلفة في أقبية الخضوع للحساب والعقاب وعلى ضوءِ سراج المعتقد غافلين عن نور الإيمان والحقيقة الساطعة كنورِ الشمس في وضحِ النهار ، قبلها كنتُ متمسكاً بذاتي مُضّجعاً  تحت نور شمس اللاوجود أتمتعُ بدفئ الحرية اللامتناهية أمشي على دروب قناعاتي أقطف من بساتين إيماني ثمار البرأة غذاءً لروحي علّني أُسافرُ بها على قطنِ السحاب الأبيض السابح في سماوات الطهر والقداسة إلى ربوع جنّاتك يا خالقي وإلاهي، أما اليوم أستيقظت ذاتي من ذاك الحلم الجميل على صراخي وأنيني لأجدني غارقاً في دنيا الألم أشكو من مرضِ الواقع والخطيئة أتكلمُ لغة البشر أمشي معهم على دروبِ الكذبِ والتصنّع في ظلمةِ شمسٍ حجبتها غيوم الكفر والشعوذة أعمل بمشيئتهم أُتاجرُ بالمباديء والأخلاق أبيعُ الإنسانية على بساط الشهوةِ والملذات وأقطفُ من بساتينِ الطمع والأحتيال ثمار العملة الصعبة علني أصلُ بها إلى ملاهي السكر والعربدة في  سيارات فخمة صممها أبليس في مصانع الفحشِ والإغراء تتمايز بألوانها السوداء أختبئ من وجه الخالق القدير غارقاً في مقاعدها المخملية خلف زجاجٍ داكنٍ يشبهُ بسوادِه سواد الليل الحالك قبل بزوغ فجر القيامة  والحساب متوهمٌ بأنَ سواد ذلكَ الزجاجِ سيحجب عن أعين الله ما اقترفت ايدينا من ذنوبٍ وخطايا

لماذا…!
في كلِّ مرةٍ أُقدّمُ لكِ عذراً أو تبريراً عن أمورٍ لم تحصل كما تتوقعين تسألين لماذا لأعود بدوري إلى تقديم تفسيرات جديدة ثم تسألين لماذا هكذا في دوامةٍ لا تنتهي. عذراً سيدتي ومعذرةً لو تأخرتُ عن انجازِ ما طلبتِ مني، فقد انشغلتُ بالأمسِ بأمورٍ عائلية وزياراتٍ اجتماعيّة، وبقيا قلبي وتفكيري منشغلان بكِ وليس بما طلبتي وقبل أن تسألي لماذا دعيني أضعُ تلك الكلمة على مشرحةِ الواقع ونغوص في أغوارها علّنا نكتشف حقيقتها.! لماذا ؟! كلمةٌ مؤلفة من خمسة حروفٍ يقفُ خلفها الفَ سؤآلٍ وسؤال كانتْ وما زالت مفتاحٌ لأبوابِ المعرفةِ وسببٌ لاكتشافاتٍ عظيمةٍ ومهمةٍ لأبناءِ البشر ، انتقلتْ بنا من عالم الجهلِ والتخلف إلى عالمٍ النورِ والمعرفة… لماذا : كلمةٌ تستحقُ أن ترتقي إلى مستوى الصفِ الأول لكلماتٍ ومعانٍ كان وما زالَ لها تأثيرٌ كبيرٌ على مسارِ حياتنا اليومية من حيثُ التطور والتقدم فمن بعدها تُفتحُ الأبواب، يُكشفُ المستور وتُفضَحُ الأسرارُ المخفية. لماذا : قد تسببُ لنا الاحراج في معظمِ الأحيان وربما الخجل… ، لماذا : قد تكشفُ لنا عن ذاتنا وطباعنا ومشاعرنا المتقلِّبة المعقدة والمتناقضة مع كل كلمةٍ او موقفٍ او سبب…(لماذا ، كيف ومتى) : المثلث السحري والركيزة الأساسية لمنصةٍ انطلقَ منها الأنسان إلى اقصاعِ الكون وغاصَ بأغوارِه ، اكتشفَ أسرارهِ وسخّرها لخدمةِ العلمِ والتطور… لماذا : هي سيفٌ ذوُ حدّين قد تضعنا داخلَ قفصِ الأتهامِ في حالِ طُرحتْ علينا وقد نكون في موقع المسؤولية او الإحراج لو طرحناها على الآخرين في ظروفٍ او عندَ اوقاتٍ معينة. فأين نحنُ من هذهِ المعادلة… ؟!
لماذا يُعادُ التصويت في كُلِ مرةٍ لمن خزلونا بتحقيق مطالبنا المحقّةْ؟
لماذا التحالف عندَ كل استحقاقٍ انتخابي ما بين الاخصام التقليديين في السياسة وعند ظروفٍ معينة ؟
لماذا لا نعطي ثقتنا ودعمنا لأشخاصٍ جُدد من الطبقةِ الشعبيةِ ترغبُ بالعملِ في مجالِ الشأنِ العام بكلِ محبةٍ وشفافية؟
لماذا علينا أن ندفعَ أصواتنا في صناديقِ الأقتراعِ ثمنٌ لخدماتٍ صحية او اجتماعيّة هي بالأساسِ حقٌ لنا؟
لماذ علينا ان نرضخَ للأنهيارِ الحاصل ونقدم استقالاتنا ونخسر مراكزنا بمؤسساتٍ صرفنا ما يكفي من سنواتِ اعمارنا لخدمتها؟
لماذا علينا أن نهاجر وندفع بِخِيرَةِ الشبابِ الى هجرةِ الوطن ؟
أسئلةٌ كثيرةٌ تستحقُ أن نتوقف عندها قبل اتخاذ قراراتنا المصيرية…أما بعد ما زال هنالك سؤال يشغلي بالي، هل ستسألين من جديد لماذا.