وكأنها تسقيني من نبيذ حضورها جرعات عشقٍ لا تُروى،
ثم تُغرقني في غيابها كمن يُلقي بي في بحر بلا شاطئ…
فأشتاق لسوطها كما يشتاق المتيم لعقابه،
وأهيم في تناقضها كأن قلبي وُلد ليُجلد بلذّتها،
هي الجرح والبلسم،
هي العاصفة والسكينة،
هي النار التي كلما أحرقتني… ازددت عشقًا لها.
ويا لها من مفارقة موجعة…
تمنحك من الحنان ما يُنعش روحك، ثم تتركك بعده في صقيع الغياب، كأنك تتقلّب بين جنةٍ وجحيم، وكلاهما منها. مسكينٌ أنتَ لو كنت تعشق من تشبه حبيبتي…
هي ليست كأي امرأة… بل كالفصل الخامس الذي لا يعترف بقوانين الطبيعة، يأتيك حين يشاء ويرحل كما يشاء، يحييك بكلمة، ويطفئك بنظرة.
ومع كل هذا… ما زلت تهواها، وما زال قلبك يبرّر لها الغياب، فقط لأنها “هي”.