لَيْتَنِي أَسْتَطِيعُ أَنْ انْزِع ضَمِيرَي مِنْ عَقْلِيٍّ ، وأقتلعهُ مِن جذُورِ وِجْدَانِيٌّ وأعتقُ مَبادِئِي مِن إغْلَالِ الْكُتُبِ السَّمَاوِيَّةِ ، حبذا لو أَبِيعُهُ أَو اسْتَبْدَلَهُ بِضَمِيرِ أَحَد المرابين الْمُنَافِقِين الَّذِينَ بَاعُوا قُلُوبهمْ فِي مزاداتٍ عَلَنِيَّة باسواقِ النَّحَّاسِين وتاجروا بمشاعر الْبَشَر ، استعرضوا بِهَا عَلَى بَسْطاتِ النزوات وَالشَّهَوَات الرخيصة ، باعوها كعلاجٍ لِأَصْحَابِ النُّفُوس الْمَرِيضَة فِي هياكلِ الشَّهَوَاتِ الزَّائِلَة ، تَخَيَّل لَو اسْتَطَعْتُ أَنْ أَقُومَ بذَلِكَ كُنْتُ سأُبقيِ عَلَى قَلْبِي الْكَبِير وأُحافظ على ينابيعهِ الصَّافِيَة الَّتِي تَصِبُّ فِي بِحَارِ عَوَاطِفِي الّلامتناهية ،اتاجر بها وَأَصْبِحُ كبيرُ تُجَّارِ الْحُبّ فِي ارجاءِ الْمَعْمُورَة أَبِيعُ مَا يَحْلُو لِي مِنْ مَشَاعِر وَأَقْرَض من اراد ان يستقرض انواع المشاعر والعواطف مِن خَوَابِي حِبِّي الطَّاهِرَة ثم استرجعهم اضعافاً مَعَ الْقِيمَةِ الْمُضَافَة مِنْ نَسَبٍ الْأَرْبَاح . . . كُنْت سأشفى مِن آلامٍ وَارْتَاح مِن عذابٍ لخطايا وآثامٍ مكدسةٍ فِي مُسْتَوْدَعَاتٍ سريّة امْتَلَأَت وَفَاضَت بِهَا… كُنْتُ سأوضبها باكياسِ النَّدَم واربطها بِخُيُوط استلت مِنْ قُلُوبٍ تَحَطَّمَت عَلَى شطآن الْخِيَانَة ، واوزعها بِالتَّسَاوِي عَلَى بَنِي الْبَشَر تُرمى مِن سَمَوَات الْعَدَمَ بأحضانِ النفوس النائمة وتتساقطُ عن أَجْنِحَةٌ الْأَرْوَاح التَّائِهَة بِفَضَاء الْأَكْوَان . فِي تلكَ اللَّحْظَة وَحِينَمَا تَتَسَاوَى الْبَشَرِيَّة بأخطائها كَخطِّ الأفقِ إمَام الْخَالِق سأَتقصدُ أَن اتفوق عَلَيْهِم بِخَطِيئَة وَاحِدَة . . ! واحدة فقط، سأخون العفة واكسر النذور، انزل من صومعة الناسك وأتمرد على ذاتي اخلع عني رداء التنسك واسجد امامكِ واعبد عيناكِ ، ساغازلكِ واغريكِ حَتَّى الثُّمالَةَ سأكبّلُ يَدَايَ بأغلالِ الْقَدْر وَأَطْلَق الْعِنَان لشفتين ملتهبين أَحْرَقُ بِهَا جَسَدِك العاري. ذَاك الْجَسَد الْأَسْر الَّذِي يَخْتَصر بملامحهِ وتضاريسهِ شَهَوَات واغراءات الْعَالِم مجتمعةً . .
قَتَلْتَنِي حبيبتي بسهامِ التَّضْحِيَة ونكران الذَّات بَعْدَ أَنْ نَذَرْت نَفْسِهَا لِآلَهة الْحَبّ واحتَبَسَت فِي اديرةِ العفَّةِ وَالطَّهَارَة ، فتقمَّصت رُوحِي بجسدِ عصفورٍ جَمِيل بَعْدَ أن متُّ قهراً ودُفِنَتْ جثتي فِي ترابِ نَاصِعٌ الْبَيَاض تَعْبَق مِنْهُ رَائِحَةُ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ فِي إحْدَى حَدَائِق الْجَنَّة المعروف بِاسْم نُكْرَان الذَّات تَحْت ظلالِ اشجارٍ شَامِخَة تتباهَ بثمارِ الْمَحَبَّة وَالْوَفَاء الَّتِي َ تتدلَّى مِن اغصانِها َوتنشر بطيب عطرها رَسَائِل الْمَحَبَّةِ فِي ارجاءِ دُنْيَا الْبَشَر الَّتِي تَتَشَابَك بحدائقها أَغْصَان الْغَيْرَة والأنانية فتتفتق مِنْهَا بَراعِم غَرِيبَةٌ بِأَلْوان الْآثَام وَالخَطِيئَة… تَحَرَّرَت رُوحِي مِنْ خَطَايَا الْبَشَر والتجاتْ إلَى قلبِ ذَلِك الْعُصْفُور ا فَتَحَوَّل ملاكاً أَبْيَض بِجَنَاحَيْن جميلين ، نَعَمْ أَنَّهُ الْعُصْفُور الَّذِي كَانَ يَتَرَدَّدُ عَلَى مَقْرُبَةٍ مِنَ ذلكَ الكوخ الْقَدِيم وَيُشْهِدُ عَلَى اِنْدِماج جسدين بروحٍ وَاحِدَةٍ حَيْثُ كُنَّا نَلْتَقِي نطفيء بعناقنا وبقبولاتنا شَوْقٌ قَلْبَيْن ملتهبين بِنَار الحبِ والعشقِ الَّذِي نَبَتت بذوره وروداً حَمْرَاء إلَى العلنِ وَتَشَابَكَت جُذُورِه بالخفاءِ تَحْت رمادِ الغيرةِ وَالْقَلَق ، حِينِهَا كُنا لِا نْزَال فِي سنِّ الْمُرَاهِقَة نتفلّتُ رويداً رويداً مِنْ شَجَرَةٍ الْبُرْأَة وننجرف فِي تيارات الْغَرِيزَة وَالْإِغْرَاء كَمَا تتفلت أَوْرَاقِ الشَّجَرِ مِنْ أَغْصَانِهَا فِي نِهَايَةِ فَصْلُ الخَريفِ وتنجرف إلَى مَصِيرُهَا بتيارات السواقِ وَالْأَنْهَار . . . أَنَّهُ الْقَدْرُ .
قرّرتُ اليومَ ألَّا اُكْتُب،لَا عَنْ الْحُبِّ فيتعب قَلْبِي وتدبل مشاعري ، لَا عَنْ السِّيَاسَةِ فأُفسدُ عَقْلِيّ وأستفزُّ قناعاتي وَلَا عَنْ الدَّيْنِ خوفاً مِن أن أُتهم بالكفرِ والتجديفِ ، فأسدلتُ الستارةَ عَلَى نافذةِ أَحْلاَمِي وأوصدتُ أَبْوَاب الْخَوَاطِر وَالْأَفْكَار ، خاصمتُ حَوَريات الجنّة وجنيّاتها الأرض وأشحتُ بِوَجْهِي عَن ملائكةِ السَّمَاء . وَإِذَا بذاتٍ مِن ذَوَاتَي الِاثْنَيْن تنتفضُ عَلَى ذَاتِهَا وتتمرد عَلَيَّ فَتُرْفَع السَّتَائِرَ عَنِ نَوَافِذ أحلامي فأنبهرُ بنورِها وأنجرف بتياراتها وَتُفْتَح الْأَبْوَاب الموصدة بوجهِ الخواطرَ وَالْأَفْكَار فتتدفق شَلاَّلا جَارِفا يَأْخُذُنِي إلَى نَبَع الْمَعْرِفَة ويهديني مِفْتَاح الْأَسْرَار ، وأيضاً نَظَمَتِ الْأَشْعَار وَأَنْشَدْت لحواري الْأَرْض وجنيّاتها رغماً عَنِّي فرقصنَ لها فرحاً وسمعنَ ألحانها طرباً . . . وابتهلت لِمَلَائِكَة الرَّبّ بترانيمٍ سَمَاوِيَّة فَسَجَدْتُ أنا إمَامَ رَبِّي كفرتُ بِلَونِ الحبرِ وكسرتُ ما تبقّى من قَلَمِي
أَرَى الخالقُ الْقَدِير يغطُّ فِي نومٍ عميقٍ عَلَى قطنِ السَّحَاب الْأَبْيَض السابح فِي سَمَاوَاتِه اللامتناهية ، وَأَرَى ايضاً أَرْوَاح الْبَشَر تَولد مِنْ انفاسهِ مَع كلِّ زَفِير وتتطاير كفراشات الرَّبِيع الْمُلَوَّنَة فِي مُرَوِّج الْحَيَاةِ الْفَانِيَةِ ، وَأَرَى نَفْسِي مندهشاً ومنبهراً كَيْف أَنَّهَا تَعُودُ مَعَ كُلِّ شهيقٍ إلَى اعماقِ خَالِقُهَا حاملةً ومَحْمَلُة مِن عذابِ وخطايا الدُّنْيَا لِتَغْتَسِل وتُطهر مِن آلامها وآثامها . أَمَّا أَنَا فَقَدْ وُلِدت رُوحِي مَا بينَ شَهِيق الْخَالِق وَزَفِيره وَأَصْبَحَت مُنْقَسِمَةٌ عَلَى ذَاتِهَا فِي صراعٍ ابديٍّ مَا بَيْنَ ذَوَاتِهَا الِاثْنَيْن تتصارع عَلَى الْغَلَبَة مَا بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ . الْحَبّ وَالْكَرَاهِيَة . الْقُوَّةِ وَالضَّعْفِ . الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ ، وَأَصْبَحَت مَسْجُونَة فِي نواةِ الْحَيَاة وسرَّها وَمَا بينَ الشَّيْءِ وَنَقِيضِهِ ، فَإِن سِرُّ الْحَيَاةِ وَاسْتِمْرَارِهَا يكمنان فِي التَّنَاقُضِ والأضداد فلولاهما لانطفأت شُعْلَةٌ الْحَيَاة وَتَلَاشَى نُورَهَا كَمَا يَتَلَاشَى نُورِ الشَّمْسِ عِنْدَ سَاعَة الْغَسَق . وَلِأَنّ لكلِ خَطِيئَة عِقَاب ولأنني مُقْتَنِع بِأَن الْمَجْنِيِّ عَلَيْهِ لَيْسَ بريءً مِن جريمةِ قتلهِ كَمَا الْجَانِي وَأَرَى كِلاهُمَا مُذْنِبِين وَلَو بنسبٍ مُتَفَاوِتَةٌ ولأنني منقسمٌ عَلَى ذَاتِيٌّ الْمُتَأَلِّمَة وَالضَّائِعَة مَا بَيْنَ مِلَاك النُّور وَإِبْلِيس الظَّلَام ، وَقَبْلَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ الْخَالِق مِن ثَبَاتِه الْعَمِيق ويمنعني عَنْ شُرْبِ كَأْس الِانْتِقَام واسكر مِن خَمَّرْته ، تِلْكَ الْخَمْرَةُ الْأَطْيَب والالذ عَلَى قَلْبِ الْبَشَر وَكَأَنَّهَا الدَّوَاء والبلسم لقلوبٍ طُعنة مِنْ سَاكِنِيهَا سأعاقبُ نَفْسِي وأعاقبكِ عَلَى مَااقْتَرَفَت أَيْدِينَا
ساخاطبكِ ! نعم ولكن لن اخاطبكِ باي لقبٍ من الالقابِ التي أُخاطبُ بها نساء العالم ولن أكتب لك بأسلوبي لان قلمي رفض أن ينصاع لأصابعي ولأن خواطوي تمردت علي حينما لمحت خيالك من نافذة الحقيقة الساطعة . لا ولن أسمح لكِ أن تمرٌي على حدود خيالي للحظة واحدة ، عبثاً تحاولين الدُّخُول مِنْ جَدِيدٍ إلَى حدائقي المخمليّة مِنْ أَبْوَابِهَا الْوَاسِعَة فَإِن حَرَاس الْمَشَاعِر وخبراء الخِداع سيكونون لك بالمرصاد وسيمنعونك حتماً ، وَلَا تُحَاوِلَي أَن تتسلقي فَوْق اسوارها لأنَّ أَشْوَاك الرَّفْض ونبتات الاِسْتِشْعَار بِالْكَذِب ستهشم جَسَدِك الْعَارِي وتفضح حقيقكِ بَعْدَ أَنْ تُمزقَ عنكِ ثوبَ الْبَرَاءَة المزيَّف ، لَسْتِ أهلاً بِأَن تَدْخُلِي إلَى عَالَمَي مِنْ إحْدَى أَبْوَابِه السَّبْع حَتَّى مِنْ بَابِ المعرفةِ السطحيّة بَعْدَ أَنْ تَدَاخَلَت هالتك بهالاتِ مَنْ هُمْ بِعَالِمِ النَّمِيمَة والاسغتلال وتبدلتي وتحولتي مِن ملاكٍ يَنْشُد تَرَانِيم سَمَاوِيَّة إلَى خادمٍ أَعْمَى يُغَذِّي فِراخَ إبْلِيس بأطباقٍ مِنْ الْحَلْوَى فقد تعمدتي وتثبتّي في عالمهم واصبحتِ فردا من شلتهم بعدَ أَن ارتميتي بين احضانهم وتلوَّثت ذراتكِ بعناقٍ لَا اعْتَبَرَه بريئاً ابداً فَمَا زَالَ عَقْد الْخَطِيئَة يتدلّىَ حَوْل عنقكِ حَتَّى اللَّحْظَة مشغَولٌ عَلَى أَيْدِي أَمْهَر الْمُنَافِقِين وَالْكَذَّابِين ،.
.دايم دايم سأبقى في قلبك . لأن قلبي لا يتسع له ،اتخذتُ من قلبه ملجأ لي تشاركنا عروسة الزعتر في زوايا الملعب الترابي القديم حينما كنتُ وحيداً، تخاصمنا تصالحنا ؛فرحَ بفرحي وحزنَ لحزني ؛ أرشدني ألى طريق الحق وأبعدني عن الخطيئة ؛ واساني بأحزاني ؛. أحبني أكثر مما احببتهُ ؛ سامحني آلاف المرات رغم انانيتي وجهلي وتكرار أخطائي ؛ علمني المسامحة ولم أتخلى عن محاسبة الآخرين ؛ علمني التواضع وما زال التكبر في ملامح وجهي ؛ علمني العطاء وما زلت متمسكا بأنانيتي ؛ علمني التضحية في سبيل الحق وما زلت اتجاهل المحتاجين من حولي ؛ علمني المحبة وما زالت بذور البغض مدفونة في اعماقي ؛ علمنى الرحمة والمغفرة لم أتخلى عن القسوة ؛ علمني كيف أعيش الحياة وظِلُّ الموتَ يرافقني
يا أميرتي وتوأم روحي يا من تسببتي بجنوني وأنفصام ذاتي عن ذاتي يا من وصفتكِ بحورية الجنة وأخذتكِ إلى عالمي المميز وحلمتي معي وتلمّستي بأصابعكِ الدافئة وجه احلامي… أَوتسألين بعد عني وأين ضاعت خواطري مني ولمن أُرسلُ كتاباتي؟.! حينما لمحت عيناي تلك الدمعة تتدحرج كحبات البلور على وجنتيكِ أنكفأت الخواطر عني وضاعت في سماءِ مخيلتي وتبددت كما تتبدد الغيوم من سماءِ ربيعٍ دافيء. رست مشاعر الحزن والألم على شطآنِ ذاتي وبانت مسحت الحزن مع كل كلمة نطقت بها ومع كل آهٍ من آهاتي… فكيف لقلبٍ انسحق تحت رُحىَ مشاعركِ الباكية ان ينبث بحرفٍ قبل ان ينتعش من نظرة حبٍ ويشفى من ألمه بسحر بسماتك
حَذاري . قبلَ أَن تضعي أصابعَ قدمكِ العاجِيِّة فِي بحرِ حُبّي
!
لَكِنْ لَا تقلقي وَلَا تَجْزَعِي يَا سيِّدتي لَو تَلَاقَت نظرات عينايَ وتَعانَقت مَع نَظَرَات عينيكِ بدفئٍ وحنانٍ فَإِن قدرَ الْفُصُولِ التَّلَاقِي حتَّى وَلَو اختَلَفت بألوانها وَأشْكَالهَا.بدفئِ شَمسِهَا وبرودةِ نَسَماتِها ، فَبِلِقائها تَكتَملُ دورةُ الْحَيَاة . لَا تتوقعي أَن تتفتحَ زُهُور الحُبّ الْحَقِيقِيِّ فِي حدائقِ مشاعركِ الرقيقةَ إنْ لَمْ تَكُن بَرِيئَةٌ وَصَادِقَةٌ وتفضحُ بِرَائِحَةِ عطرها الطَّاهِر آثَاماً وخطايا مِنْ سَبَقِهَا مَنْ زَيْفِ مَشَاعِرٍ وَشَهَوَاتٍ تَشَوَّهَت فِي نظراتِ مِن التَقُوكِ مِن ذكورٍ لَيْسُوا رجالاً، . لَا تتأملي وَلَا تَنتَظري فَإِنَّ بَعْضَ الْفُصُول العاطفية قَدْ تَنْتَهِي قَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ… لَا تخافي مِنْ الْحَبِّ يَا صغيرتي فَإِن حِبِّي حلمٌ قَد يَتَلَاشَى فِي ايَّةِ لحظةٍ مَع بزوغِ فَجْر الْوَاقِع ، وَقَد يتبدد كَمَا تتبدد الغُيُوم الْبَيْضَاءُ مِنْ سماءِ رَبِيع آتٍ… أَمَّا أَنَا يَا أميرتي ، قلقٌ عليكِ مِن ذَاتِيٌّ الثَّانِيَة ، اخافُ أَن تلامسَ يديكِ وتقبلَ وجنتيكِ ، أَن ترتشفَ مِنْ رَحِيقِ شفتيكِ أَن تَلَثُّمَ أَهْدَابَ عَيْنَيكِ المُلوُّنة وتتغلل فِي حَنَايَاها وعواطفها الجيّاشة ، أَن تَحرقَ جسدك العَاري بآلافِ القبولاتٍ من شفتينِ ملتهبينِ بجمرِ نارِ لحبٍ شهواتٍه لَا تنطفيء . أَخَافُ أَنْ تتضاجع مَع ذَاتِهَا فِي مَضْجَعِكِ الدافئ وتتسلل إلَى شهواتكِ الْمُشْتَعِلَة بِنَار الْغَرَائِز الْبَشَرِيَّة . أَخَافُ عَلَيْكِ مِنْ ذَاتِيٌّ الثَّانِيَةِ فَقَدْ تُعانقُكِ وتَضُمكِ بقوَّةِ حُبّي الْحَقِيقَية وجَبروتِ أشجاني حَتَّى تنسحقي وتصبحينَ غباراً لذرّاتٍ تتطايرَ كأرواحٍ تائهةٍ متألمةٍ فِي عالمِ العشقِ والحبِ ،ثم تسافرينَ على نسماتٍ ناعمةٍ تسبح فوقَ امواجَ بِحَاري الّلامتناهية رُبَّمَا تَعْلقينَ عَلَى اشرِعةِ سفينتي عَنْ طَرِيقِ الصدفةِ وأستنشِقُكِ عن غَيْرِ قَصْدٍ فِي نوبةِ بكاءٍ على فُقدانكِ بَعْدَ أَنْ أضَجرتكِ بكتاباتي فهجَرتي مخيلتي . أَستنشِقُكِ مَع كلِ شهيقٍ تدخلينَ بِهِ إلَى اعماقِ صَدْرِي وتَضِيعين فِي مَجْرَى عروقي الدَّقِيقَة تتحولين إلَى جِيناتٍ حَقِيقَيةٍ تَتَّلاقى مَع جِيناتي الخيالية ، حِينِهَا أصبحُ أَنَا ذاتكِ وتُصبحينَ انتِ ذَاتِيّ . . . .
شعَرَ بقلقِها وعَلِمَ بما يشغلُ بالها ويعكرُ صفوَ مزاجَها… فطلبَ منها أن تذهبَ وتنظرَ إلى وجهِها بالمرآةِ علّها تتأكد بنفسِها مما قالهُ ويتبدل الشك باليقينِ. . لم تتقبلَ كلامهُ ولم تأخذهُ على محملِ الجد … انها مستاءةٌ…تَنَفستْ الصعداء وقالت : ضقتُ بكَ ذَرعاً ومن مُزاحِكَ وكلامَك الخيالي…أُفٌ، يا إلهي ألا تأخذَ الامورَ بجديّةٍ ولو لمرةٍ واحدة ؟ ارجوك توقف عن قولِ هذا الكلام ، أتظنني بلهاءٌ ساذجةْ؟! إهدأي يا عزيزتي قال لها ، انا الآنَ في قمّة الجديَّةِ اكثرُ من ايِّ وقتٍ مضى. وجهُكِ يشعُّ سحراً وجمالاً بريقُ عيناكِ فاضحٌ وواضحٌ الحبُّ ظاهرٌ في ملامحِ وجهكِ ظهورُ الشمسِ في وضحِ النهارِ، لا شكَ انكِ واقعتٌ في الحبِّ قالها مبتسماً ثم تابعَ ما كان يُشغلهُ معلناً بذلكَ انتهاء النِقاش .. . ما أن وصلتْ إلى المنزلِ حتّى سارعتْ باتجاهِ تلكَ الزاويةِ ، مَوضِعَ المرآةِ المستديرةِ. مرآةٌ عَرَفَتها منذُ أن كانت في الخامسةِ من العمرِ رافقتها مع كلِ تحولٍ ونضوجٍ حتى كَبرتْ وأصبحتْ اميرةً. أضأتِ المصباحُ الكهربائي فخزلها. التيار الكهربائي مقطوع والاشتراك في فترة التقنين تستأذنُ من العذراءِ مريم لتستقرضَ منها شمعةً عسلّيةً انحنتْ تحتَ أقدامها من ثقلِ نذورٍ وتضرعاتٍ حَمَلتها على مَرِّ الزمن … اضأت الشمعةَ بعودِ ثقابٍ بعد أن نقلتها من امامِ العذراءِ مريم ووضعتها مقابلَ المرآةِ ، كان نورها المتراقص ينعكسُ ظلالاً على وجهِها ليزيدُ على نضارتِها سحراً وجمالاً ،انخطفتْ بظلالٍ انعكستْ وتراقصتْ ما بين زجاجِ المرآةِ وجدرانِ الغرفةِ المظلمة تحولتْ في مخيلتِها إلى وصيفاتٍ وجوارٍ يرقصنَ لأرضاءِ اميرتهنَ ويُجَهِزنَّها لملاقاةِ فارس الأحلامِ… بقيتْ على هذه الحال للحظاتٍ خارجَ إطارِ الزمنِ حتَّى استفاقتْ على صوتِ أُمِها الغاضبة تنهرُها قائلة : حانَ لكِ أن تبتعدي من أمامِ المرآة ألا تفارقينها ابداً..؟ ما هذا الأمرُ الطارئ والعاجل الذي يجعلكِ تخلعين الشمعةَ من امامِ السيّدة العذراء لتتفقدي جمالكِ ينقصُنا أن نشعلَ لكِ الفحمَ والبخور..! (السلام عأسمِك) ؟! 😂
(شو صايرلك؟ جهلانة؟ لما لا تخصصين بعضاً من الوقتِ للأهتمامِ بدراستك بدلاً من اللهو ا… 😂 نترك لمن انعكسَ وجهها في المرآة المستديرة أن تختارَ العنوان
صدقتي عندما قلتي لي (مجنون ) فأنا بالفعل مجنون.
ألم تدركي بعد أن الجنون توأم ذاتي وأنكِ عالمي وسبب جنوني؟ ألم تدركي بعد كيف عتقتُ عقلي وتخليتُ عن وعي وعانقت الجنون اكراماً لعينيكِ. ألم يخبروكِ أنني استقلت من عالم الإدراك والتعقل والتحقت بعالمكِ أنتِ عالم التقلب والأنفصام ، فأنا متقلبٌ بطباعي أتشابه بذواتي مع فصول الطبيعة المتقلبة على ذاتها . ها أنا التحقُ بصفوف من التقوكِ جُنوا بكِ وانخطفوا بسحرك وفنونكِ، وأعرف بقرارة نفسي إنكِ غريبة الأطوار مثلي ولا تشبهين بقية نساء الكون وأدرك تماماً إنك تستمتعين بمراقبتي وأنا أتقلب على فراش الشوق وأتصارع مع ذاتي وأنخطف مع الطقوس الغريبة التي امارسها داخل معبدكِ يا مولاتي وعلى مذبح آلهة الحب ليباركوا لنا بحبنا وليبقوا لي على أنفصامي وجنوني . كيف تستطيعين ان تطلبي مني ان اتخلى عن جنوني وكأنه علّة او مرض وانقطع عن محادثتك لفترات لا استطيع ان اتحملها تحت حجة مصلحتنا وانا اوافقك وارضخ لحكمك خوفا مني على مشاعرك ونزولا عند رغبتك ثم تعودين بعد ساعة من الزمن لاعلان حكم الاعدام. نعم اعدام قلبي ومشاعري على مذبح اللامبالاة. عجباً عجبا كيف انك ما زلت حتى اللحظة تشكين بمصداقية حبي لك وانا منسحقٌ تحت رحى الاوهامي … يا أميرة قلبي وطبيبة اخزاني َلقد تطايرت ذرات عقلي في سماء عالمك الغريب وضاع مني ادراكي… . أحبكِ ..احبك حتى يعجز الحب عن ارضائي ♥️♥️♥️
الحبُ يا صغيرتي سرٌ من أسرارِ الآلهة يشبهُ الروح ،نشعرُ به ولا نستطيع لمسه او رؤيته ..الحبُ كلمةٌ ووصفٌ لا ينطبق الا على بني البشر لأن الله خلقَ الإنسان على صورتهِ ومثاله وميّزهُ عن باقي مخلوقات الارض بنفحةٍ أُلوهيّة ملؤها الحب فهو يوازي الحياة ويُرافق الروح…أما أنا فقد شربت الحب من كأس الآلهة على غفلةٍ منهم لأحبك من كلِّ قلبي وجوارحي حبٌ مختلف أقربُ لحبِ الآلهة منه لحبِ البشر