شعَرَ بقلقِها وعَلِمَ بما يشغلُ بالها ويعكرُ صفوَ مزاجَها… فطلبَ منها أن تذهبَ وتنظرَ إلى وجهِها بالمرآةِ علّها تتأكد بنفسِها مما قالهُ ويتبدل الشك باليقينِ. . لم تتقبلَ كلامهُ ولم تأخذهُ على محملِ الجد … انها مستاءةٌ…تَنَفستْ الصعداء وقالت : ضقتُ بكَ ذَرعاً ومن مُزاحِكَ وكلامَك الخيالي…أُفٌ، يا إلهي ألا تأخذَ الامورَ بجديّةٍ ولو لمرةٍ واحدة ؟ ارجوك توقف عن قولِ هذا الكلام ، أتظنني بلهاءٌ ساذجةْ؟! إهدأي يا عزيزتي قال لها ، انا الآنَ في قمّة الجديَّةِ اكثرُ من ايِّ وقتٍ مضى. وجهُكِ يشعُّ سحراً وجمالاً بريقُ عيناكِ فاضحٌ وواضحٌ الحبُّ ظاهرٌ في ملامحِ وجهكِ ظهورُ الشمسِ في وضحِ النهارِ، لا شكَ انكِ واقعتٌ في الحبِّ قالها مبتسماً ثم تابعَ ما كان يُشغلهُ معلناً بذلكَ انتهاء النِقاش .. . ما أن وصلتْ إلى المنزلِ حتّى سارعتْ باتجاهِ تلكَ الزاويةِ ، مَوضِعَ المرآةِ المستديرةِ. مرآةٌ عَرَفَتها منذُ أن كانت في الخامسةِ من العمرِ رافقتها مع كلِ تحولٍ ونضوجٍ حتى كَبرتْ وأصبحتْ اميرةً. أضأتِ المصباحُ الكهربائي فخزلها. التيار الكهربائي مقطوع والاشتراك في فترة التقنين تستأذنُ من العذراءِ مريم لتستقرضَ منها شمعةً عسلّيةً انحنتْ تحتَ أقدامها من ثقلِ نذورٍ وتضرعاتٍ حَمَلتها على مَرِّ الزمن … اضأت الشمعةَ بعودِ ثقابٍ بعد أن نقلتها من امامِ العذراءِ مريم ووضعتها مقابلَ المرآةِ ، كان نورها المتراقص ينعكسُ ظلالاً على وجهِها ليزيدُ على نضارتِها سحراً وجمالاً ،انخطفتْ بظلالٍ انعكستْ وتراقصتْ ما بين زجاجِ المرآةِ وجدرانِ الغرفةِ المظلمة تحولتْ في مخيلتِها إلى وصيفاتٍ وجوارٍ يرقصنَ لأرضاءِ اميرتهنَ ويُجَهِزنَّها لملاقاةِ فارس الأحلامِ… بقيتْ على هذه الحال للحظاتٍ خارجَ إطارِ الزمنِ حتَّى استفاقتْ على صوتِ أُمِها الغاضبة تنهرُها قائلة : حانَ لكِ أن تبتعدي من أمامِ المرآة ألا تفارقينها ابداً..؟ ما هذا الأمرُ الطارئ والعاجل الذي يجعلكِ تخلعين الشمعةَ من امامِ السيّدة العذراء لتتفقدي جمالكِ ينقصُنا أن نشعلَ لكِ الفحمَ والبخور..! (السلام عأسمِك) ؟! 😂
(شو صايرلك؟ جهلانة؟ لما لا تخصصين بعضاً من الوقتِ للأهتمامِ بدراستك بدلاً من اللهو ا… 😂 نترك لمن انعكسَ وجهها في المرآة المستديرة أن تختارَ العنوان
صدقتي عندما قلتي لي (مجنون ) فأنا بالفعل مجنون.
ألم تدركي بعد أن الجنون توأم ذاتي وأنكِ عالمي وسبب جنوني؟ ألم تدركي بعد كيف عتقتُ عقلي وتخليتُ عن وعي وعانقت الجنون اكراماً لعينيكِ. ألم يخبروكِ أنني استقلت من عالم الإدراك والتعقل والتحقت بعالمكِ أنتِ عالم التقلب والأنفصام ، فأنا متقلبٌ بطباعي أتشابه بذواتي مع فصول الطبيعة المتقلبة على ذاتها . ها أنا التحقُ بصفوف من التقوكِ جُنوا بكِ وانخطفوا بسحرك وفنونكِ، وأعرف بقرارة نفسي إنكِ غريبة الأطوار مثلي ولا تشبهين بقية نساء الكون وأدرك تماماً إنك تستمتعين بمراقبتي وأنا أتقلب على فراش الشوق وأتصارع مع ذاتي وأنخطف مع الطقوس الغريبة التي امارسها داخل معبدكِ يا مولاتي وعلى مذبح آلهة الحب ليباركوا لنا بحبنا وليبقوا لي على أنفصامي وجنوني . كيف تستطيعين ان تطلبي مني ان اتخلى عن جنوني وكأنه علّة او مرض وانقطع عن محادثتك لفترات لا استطيع ان اتحملها تحت حجة مصلحتنا وانا اوافقك وارضخ لحكمك خوفا مني على مشاعرك ونزولا عند رغبتك ثم تعودين بعد ساعة من الزمن لاعلان حكم الاعدام. نعم اعدام قلبي ومشاعري على مذبح اللامبالاة. عجباً عجبا كيف انك ما زلت حتى اللحظة تشكين بمصداقية حبي لك وانا منسحقٌ تحت رحى الاوهامي … يا أميرة قلبي وطبيبة اخزاني َلقد تطايرت ذرات عقلي في سماء عالمك الغريب وضاع مني ادراكي… . أحبكِ ..احبك حتى يعجز الحب عن ارضائي ♥️♥️♥️
الحبُ يا صغيرتي سرٌ من أسرارِ الآلهة يشبهُ الروح ،نشعرُ به ولا نستطيع لمسه او رؤيته ..الحبُ كلمةٌ ووصفٌ لا ينطبق الا على بني البشر لأن الله خلقَ الإنسان على صورتهِ ومثاله وميّزهُ عن باقي مخلوقات الارض بنفحةٍ أُلوهيّة ملؤها الحب فهو يوازي الحياة ويُرافق الروح…أما أنا فقد شربت الحب من كأس الآلهة على غفلةٍ منهم لأحبك من كلِّ قلبي وجوارحي حبٌ مختلف أقربُ لحبِ الآلهة منه لحبِ البشر
ضاق صدري بحبكِ وانفجر قلبي شوقاً لكِ وبكت مشاعري على بعدكِ يا حبيبتي فاين انتِ اليوم مني واين اصبحتُ انا منكِ فما زادَ هجركِ على جنوني سوى الجنون اتراني اصبحتُ مختلاً يائساً اعد النجوم !؟. انظري إلي ، أنظري كيف تسللت أشعة النجوم كخيوطٍ ذهبية من بين نسيج ردائي وانجذبت اليكِ هاربةً مني بعد أن قطفتها لكِ من علياها حبةً حبة وخبأتها ما بين عري صدري وقماش ثيابي الممزقة . أنظري الى حالي ،أنظري جيداً ألم تلاحظي بعد مدى التشابه ما بين جنوني وجنون يوحنا حينما سكر بحب يسوع وطاف في البراري يبشر بقدوم المخلص !؟ فما كان قدره إلا أن قُدمَ رأسه كهديةٍ على طبقٍ من فضة لإحدى الجواري ، أما انا يا اميرتي فقد سكرتُ بحبكِ وطفت العوالم السبع بذواتي الاثنين ابحث بين شعوب الارض عمن يفهم لغتي لأبشر بقدومكِ يا مولاتي سلطانةً على عرشِ الحب فلم أجد سوى شعوب قاسية القلوب اضطهدتني ونبذتني وحكمت علي بقطع رأسي ليُقدمُ لكِ كهدية على طبقٍ من الفضة بعد أن اتُهمت بجرم الكفر والهرطقة …
سحابة بيضاء
لا تقلقي ولا تحزني يا أميرةَ قلبي وتوأم روحي ولا تستسلمي أمام صعوبات الحياة اليومية فنحن البشر في صراع دائم مع أنفسنا وذواتنا للمحافظة على استمرارية الحياة بالعناية والاهتمام بفلذات اكبادنا.لا تقلقي من سحابةٍ بيضاء في سماء ربيع العمر فقد تتلاشى وتتبدد بدفيءوحرارة شمسك قبل ان تدركيها
من يملكَ اصرارك على النجاح طيبَةَ قلبكِ ورِّقةَ مشاعرك ودَماثةَ أخلاقك ، من تنبع المحبة والتضحية من بين ضلوعه حتماً سيكونُ الايمان في قلبِه ويكون هُو في قلبِ اللِهْ…سمعتكِ مرةً عن طريق التخاطر تصلينَ بسرِّكِ للخالق القدير بكلماتٍ وعمقِ ايمان تنسحق لها الروح من شدّة حلاوتها.. حينها تنهدتي فتحتي يداكِ ورفعتي رأسكِ للعلى تنظرين بعينين دامعتين ثم همستي بصوتكِ الدافئ : أيا رَبْ انتَ تَسكنُ في قلبي وعقلي وعَاِلمٌ باحوالي بأَلمي ، بضعفي، بحاجاتي ورغباتي. انتَ الإله القوي القادرْ على كُلِ شيء انتَ إلهُ الحب، المحبة، المسامحة والغفران، يا من غَفرتَ ذنوبَ وخطايا من صَلَبوك، أُغفرْ لي إن كُنتُ قد أخطأتُ بحقكَ وازرعْ في قلبي الفرح والإيمان وامنحني الصَبرَ والقوّةَ لاساعدَ نفسي وعائلتي وكلُّ مَنْ أُحِبُّ بأسمِكَ وابعدْ عنّي التجاربْ ، الأحزان، المرض وجود علينا بالصحة وراحة البال فأنتََ عالمٌ بضعفي واحوالي. لكَ أُسلِّمُ امري ومنكَ استمدُ قوَّتي وايماني… آمين
تسألني أميرتي ألا ينضب نبع الخواطر وتشحُّ ينابيع الأفكار من عالم خيالك الواسع..! وهي لا تدرك بأن ينابيع افكاري وشلالات خواطري تتدفق من عذوبةِ وحنان صوتها ومن سحر وجمال عينيها سرُّ فرحي ومصدر ألهامي . ثم همست لها : لَا تقلقي مِنْ الْحَبِّ يَا صغيرتي فَإِن حِبِّي حلمٌ قَد يَتَلَاشَى فِي ايَّةِ لحظةٍ مَع بزوغِ فَجْر الْوَاقِع ، وَقَد يتبدد كَمَا تتبدد الغُيُوم الْبَيْضَاءُ مِنْ سماءِ رَبِيع آتٍ . أَمَّا أَنَا يَا أميرتي ، قلقٌ عليكِ مِن ذَاتِيٌّ الثَّانِيَة ، أخافُ أَن تلامسَ يديكِ وتقبلَ وجنتيك
اراكِ فراشة جميلة ترفرف بأجنحتها فوق امواج الحياة وتسبح على نسمات الفرح في ازمنةٍ لا تنتهي، اتابعها بكتاباتي وخواطري وأخشى عليها أن تغيب عن ناظري كمن يتابع بنظراته الحالمة الوان الشمس عند ساعة الغسق ويخشى عليها ان تغيب خلف الافق البعيد فيحل الظلام وتذبل المشاعر…
سأكسىر القواعد وأسجن الحياء في أقبية النسيان ولو للحظات فقط ، سأرمي بشعوذاتي وطلاصمي على بني البشر سأجعل منهم طرشاناً خرسان وأطلق العنان لمشاعري المكبوتة سأصرخ بأعلى صوتي بأنيني بآلامي وآهاتي ،سأفضح نفسي وأخبر ذاتي عن مدى تورطي بك عن حجم الأغراء وعمق الشهواتِ عن أفكارٍ لا تحوم إلا حول عري جسدك الآسر وطعم الملذات .آه منكِ ومن عشقي لنهداكِ فأنا منبهر بهما كيف يطيران بي من ارض الواقع الى أعلى السماوات فأغفو على طعم العشق لأصحو وأچد نفسي عارياً على صدركِ في أجمل الجنّاتِ…احببتكِ بالأمس وأحبكِ اليوم وغداً وسأظل أحبكِ حتى بعد مماتي
أن تسمحي لي بأن احبكِ يا سيدتي فأنه لشيء عظيم فأنا لا اطمع ولا احلم بأكثر من ان تداعب خواطري حدائق جناتك كما تداعب نسمات الصباح أوراق الورود المخملي فترتعش شوقاً وتترنح غراماً
من منَّا لم يعشق الدنيا منذ نعومة اظافره ولم ينبهر بسحرها وجمالها..؟ احببناها كما هي ،بملذاتها وحرمانها ،بحزنها وافراحها ، بقسوتها وحنانها . تمسكنا بها وصارعنا الموت لاجلها حتى آخر رمق من حياتنا… ولكنها ستبقى الحبيبةُ الخائنة . رمز التناقض ودنيا المفاجئآت، ستغدر بكَ بأيّة لحظة ومن دون سابق انذار ! ؟ ثم تعود وتنقلب من الجلاد إلى الطبيب حاملةً ومحملة من انواع الوصفات السحرية تبلسم بها جراحكَ ، فتحسُ بان رياح الحزن قد
هَدَأت وغَدَتْ نسماتٌ رقيقةٌ تَستَرضي وتُداوي خواطراً تهشَّمت وامتلأت جراحاً بعد أن تَحَطمتْ امواج حبكَ على شطئآنِ قلبٍها الذي تحصَّنَ خلفَ صخورٍ بركانية وصمَّ آذانه عن سماعِ صوتُ استعطافٍ وأَلحاناً تنسابُ على آلامِ مشاعرنا البشرية. أمواجٌ تَحَطمتْ وتَحَولت زبداً يُغّطي آثار ما اقَتَرفت يداها على رمالِ شطئآنِ جناتها الزائفةِ… إنها الدُنيا!! .