بالأمسِ وبعد أن سمعتُ نقاشاً عقيم حولَ أمرين محظورين في السياسة ورواتب القطاع العام خارت قواي من شدّةِ الألمِ وغَفوتُ على أريكتي بعد أن نالَ مني التعب وإذ بأريكتي تتحول طوفاً تطفو بي على بحار الأحلامِ تتقاذفها خيبات الْأَمَلِ حَتَّى وَصَلَت بي إلَى أَحَدٍ الشطآنِ ،نزلتُ من على طوفي وتمشيتُ على الرمالِ الدافئة بحثاً عن برِّ الأمانِ ،كنتُ أتلفتُ خلفي بينَ الفينةِ والأخرى أتفقدُ آثارَ أقدامي خوفاً أن تضيعَ مني بقيتُ على هذه الحال حتى أرعبني صدى صوتٌ من جسمٍ قد سقطَ فجأة على مقربةٍ مني بيضاوي الشكل وكأنهُ خزَّانِ، بقيتُ متسمّراً بمكاني مذهولٌ لا أقوى على الحركة انتظرتُ حتى انقشعت الغبار وانجلت الرؤية تقدمتُ رويداً رويداً نحو ذلك الزائر الغريب الآتي من الفضاء حتى بانت ملامحه وتأكدتُ من ظنوني، جلستُ متظللاً بقربه بعد أن تأكدت بأنهُ خزانُ وقود رمته إحدى المركبات الفضائية بعد أن أوصلها إلى مقصدها وأصبح عِبئاً عليها. وما زلتُ حتى اللحظة لا أعلم إن كان ذلك الصوت الذي سمعته حينما قال لي لا تحزن يا صاحبي فإن مصيري متشابهٌ مع مصيرك هو حقيقة أم سراب !؟ لو توقفنا عند هذه النقطة لأصابنا الإحباط لكن نحن لسنا بخزان وقود كي يتم رمينا حينما نصلُ بأصحاب النفوذ إلى مقصدهم، لأن خزان الوقود لا يستطيع أن يدافع عن نفسه وليس له رأي إنما نحن أصحاب حق سنبقى متمسكين بالمركبة حتى النهاية إما أن نُحلق سويةً في سماء الرواتب المحقة أم سنسقط جميعاً إلى قعرِ الهاوية… القطاع العام
عِندما يتمردُ القلبُ على قطارِ الزمنِ ويصبحُ عالقاً في العَقدِ الثالثِ .ِتحتَ تأثير سحر عيناك يا سيّدتي
عندما يُدمنُ القلبُ رائحةَ عطرُكِ ويضيعُ بينَ خصلاتِ شعُركِ الذهبي ،
عندما تنضجُ ثمار العقلُ تحت دفيء سنين العمر ويبقى القلبُ في سنِّ المراهقة يلهّو في حدائقِ جنَّاتكِ يا أميرتي. عِندها فقط تُصيبُني عوارضُ الأرق والقلق لأستيقظ مع كلِّ صباحٍ على نقاشٍ وعِتابٍ ما بين قلبي وعقلي ما يلبسُ أن يتحَول إلى صراعٍ مريرٍ أخشى أن أبوحَ بأسرارهِ
العميدُ الرُكن
إلى عميدنا العزيز ، الصديق الغالي، والأخ الحبيب الذي لطالما اعتمدنا عليه في الظروفِ الصعبة منذُ ان عرفناه وما زلنا حتى اللحظة واستمدينا منه الثقة والقوة في الاوقات الحرجة . كنت وما زلت درعنا المنيع الذي يحمي صدورنا من طلقات الغدر والتجنّي ومثالنا الأعلى في التضحية والوفاء للوطن دون سواه… عميدٌ ركنٌ ارتكنَّا إلى آرائكَ وعملنا بتوجيهاتكَ في قراراتنا الَمصيرية والصعبة. قمت بتقديم الكثير من الخدمات عندما كنت تتربع في اعلى المراكز متمسكاً بثوبِ التواضع دون تفرقة او تمييز مناطقيّ او طائفيّ. أتمنى لك ولعائلتك الصحة والعافية . وبعد ان قرات لك ولأكثر من مرة عن مواضيع اساسية، حساسة وحرجة وآراء سياسية جريئة وشفافة تجعلُ منّا عراةٌ امام المجتمع من ثيابِ الكذب والتملق نطلُّ بآرائنا بوجوهٍ صادقة وواضحة وضوح الحقيقة الساطعة بلا اقنعة تتغير وتتبدل حسب المصالح والظروف … لا شك انك تتمتع بما يكفي من الجرأة والذكاء ما يجعلك تستخلص الخير من مصدر الشر وتستمد النور من أبناء الظلمة وانك بما تجاهر وتقترح تضع الاصبع على الجرحِ النازف وتعالج في مكامن المرض وتشير إلى المقصرين في بلدنا الجريح. أخشى ان تكون ايادي الشر تعبث بالوان بلدنا المميزة لتجعل منه لوناً واحداً قاتماً..
قفلتُ وعدتُ برحلةِ عمري متقهقراً سيراً على الأقدام حتى التقتُ بذاتي في ريعانِ الشباب فعانقتها بكلِّ جوارجي وهمستُ أشتكي لها سراً عمَّا عانيتهُ مع عقدِ الخمسين
لطالما آمنتُ بأنَ الملائكة تحرسُ بني البشر من كلِّ شرٍّ وأذية ولأن أطفالنا هم ملائكة الرب يلهون في أحضانه على قطنِ السحاب الأبيض تحت نظره وبرعايته ستنتحرر من قيود الخوف والقلق لنكتفي بأن ننظرَ بوجوهِهم رمز البرأة ودنيا السلام لتتفجر بقلوبنا ينابيع الحنان وترتوي منها مشاعرنا العطشة للمحبة والطمأنينة في صحراءِ ذواتنا القاحلة المحروقة تحت شمس الضغوطات اليومية لحياتنا العصرية. ونهاركم حلو
الصلاة الحقيقة لا نستعطي بها من الخالق دوام النِعم الدنياوية كشحادٍ يستعطي الميسورين على قارعةِ الطريق ولا نسنعطفه لإطالة أعمارنا لنبقى إلى جانب من نُحب فالموت حقٌ وخلاص ولا نطلب منهُ الصفح والغفران عن خطايا اقترفناها بمعرفة أو عن غير معرفة بسبب ضعفنا وعدم درايتنا كبشر وبإرادته كونه من خلقنا على ما نحنُ عليه. الصلاة هي عصارة أعمالنا الخيّرة وتضحياتنا اللامتناهية في سبيل الغير والإيمان الأعمى بالمحبة والمسامحة حتى ننسحق تحت رُحىَ طواحين التوبةِ والتواضع. الصلاة هي نوع من التخاطب والتلاقي مع الخالق نستحقها حينما نرتقي بذواتنا فوق الأنانيةَ والمُكابرةْ ولكي أستحق لقياكَ يا خالقي سأهرب من ذاتي، أغسل وجهي بماءِ المسامحة وأمحو عنه ألوان الخطيئة، اليوم سأخلع عني رداء الأنانيةَ والمُكابرةْ ،أرتمي على ضفافِ أنهار طُهركَ اللامتناهية علّني أُطهر من آثامي وأتحررُ من ضعفي ، اليوم سأسرق العطر السماوي من أنفاسكَ يا مخلصي وإلهي وأتعطرُ به علّني أستحق أن ألقاكَ بذاتي وأستقبلك في قلبي فأموت بحبكَ لأحيا بكَ من جديد..
لطالما آمنتُ بأنَ سرّ استمرارية الوجود يكمن في الصراع الدائم ما بين الشيء ونقيضه حيث تكونت نواة الطاقة واصبحت المحور فلولاهما لانطفأة شعلة الحياة وتلاشى نورها كما يتلاشى نور الشمس عند ساعة الغسق،ولو تعمقنا بأبحاثٍ علميّة حول وجهة نظري لتأكدنا من صوابيتها بدأً بكيفية دوران الأرض حول نفسها صولاً إلى خَلقِ الله لمخلوقات الأرض فلكلٍّ وجود نقيض. ولو عُدنا إلى الكتب السماوية ففي معظمها تتشابه بكيفية شرحها الخلق وبداية الوجود، عندما خاطب الله الإنسان قال: يا أيها الناس إنٌّا خلقناكم من ذكرٍ وأُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل تتعارف حيث تحول البشر وانقسموا على أنفسهم ظالم ومظلوم، مؤمن وكافر، رابح وخاسر إلى ما لا نهاية حتى انقسمنا بالعرق واللون واختلفنا على مفهوم معنى كلمة الله فلكلٍ منا إله يخدم مصالحه ويحمي معتقداته. أتسأل أحياناً وأسألُ نفسي ماذا لو لم تتصارع الشعوب في ما بينها على أرضِ الإله الواحد منذُ الأزل أكانت الأرض ستتحول إلى جنَّةٍ مزيفة أم إنها كانت ستذبل وتزول في غياب الحافز والنقيض؟! حتماً أنا لا أملك الإجابة على هكذا سؤال لكنني أعتقد بأننا لو لم نكن اليوم بموقع المظلوم لكنّا بموقع الظالم، بالطبع أنا لا أُبرر ولا أُوافق على أعمال الشر الذي يقوم بها الإنسان ضد أخيه الإنسان إنما أجدُ من وجهة نظري إننا لسنا سوى أحد النقيضين نتصارع ونزول وكأننا وقود نحترق في سبيل استمرارية الحياة.
في كلِّ مرةٍ نُقدمُ على فعلِ الخير أو نتغاضى عن إساءة ارتُكبت بحقنا من قبلِ قريبٍ او بعيد ونرُّد على الإساءة بالتسامح تنبت زهرة من أزهارِ المحبة في قلوبنا حتى تمتليء وتغد مروجاً ملونّة بألوانِ الخُلّة ،تسكرُ نفوسنا من عبقِ عطرها وتغفو على وسادةِ الطمأنينة لتسافر بأحلامها السماوية على قطنِ السحاب الأبيض فتلامسُ أرواحنا أطراف جنّات الخالق ، عندَ إذن فقط نستطيع أن نقول إننا نعيشُ بسلامٍ داخلي متصالحين مع أنفسنا قبلَ أن نبادرَ إلى مصالحةِ الغير.
ما عَرِفت نفسي الكره يوماً، حتى لو التقيتهُ عن طريقِ الصدفةِ لظننتهُ وجه المحبةِ متخفياً تحتَ بُرقعِ الغضبِ
حينما كنتُ مختلياً بذاتي قلتُ بسرّيّ بأنني أكبرُ من أن تسعني القلوب الفارغة وأصعب من أن تفهمني العقول المتحجرة وإنَ ألسنة النميمة لن تستطيع أن تروضني وقد ارتقيت بنفسي إلى عالمٍ أبعد من أن تطالني سهامُ الغدرِ٠ فسمعني الصُمّ وتقدموا بشكوى ضدي عند قاضي القضايا المركَّبة في محكمة الباطل والتجنّي واتهمني البُكمُ بالتكبّر والجنون ورسموا لي العميان بعقولهم صوراً فيها من الكذب ألوانٌ وفنون ، ولأن بذور محبتي وبراعم صدقي لا ولن تنبتَ أبداً في صحرائكم القاحلة ولأن غيوم أمطاري تبخرت وتبددت من نار غيرتكم العمياء ولهيب حسدكم قبلَ أن تتساقط حبيباتها الباردة على جمر حقدكم فتزيل ألمكم وتنير عقولكم سأبتعد بهدوء وأغيب عنكم وكأنه غياب الشمس عند ساعة الغسق، لكن ربما سأعود لاحقاً لأتفقدكم وأطلُّ عليكم من خلف جبال براكين تشبهُ بويلاتها البراكين التي أحرقت صادوم وعامور وهي تحرق بالنار والكبريت أجسادكم العفنة وتطهّر بلهيبها نفوسكم المريضة الملوثة بالأثمِ والخطيئة.