خطفها من احضانِ كأس الفودكا من على شاطئ الأحلام وضمها إلى صدره وقال : احبكِ حبٌ لا تتسعُ له قلوب العالم مجتمعةً، فأجابته على الفور وأنا اعزكَ من كلِّ قلبي ووجداني… فتح عيناه بعد ان اغشتهما مشاعر الخيبة والألم فوجد ذاك السد المنيع يفصل ما بينهما، تمهل قليلا تاركاً لقلبه فسحةً من الأمل لاستيعاب الصدمة ثم قال . ألا تشرحي لي ما معنى أعزك فما عدتُ افقه اللغة العربية يا سيدتي..؟ أبتسمت دون ان تنظر بعينيه وقالت بالله عليك أما عدت تفقه اللغة العربية وانت الذي تتفجر من بين ضلوعكَ ينابيع الخواطر والأفكار..! انتَ لي اخٌ وصديق أخشى عليك من الحزن والالم واعمل ما بوسعي جاهدةً لازرع بقلبك السعادة والفرح … قال : سأبقى فرحاً في عالم التمني والخيال هنالك في عالمي الخاص محصن بذاتي عن اذى البشر فأنا حريص على مشاعري الرقيقةَ . قالت بصيغة السؤال : عالم الخيال؟! يبقى خيال ومعظم التمنيات لا تتحقق.. . قال : ان عالم الواقع يولد من رحم الخيال ومن بذور التمني لا نستطيع ان نعيش الواقع قبل ان نمر بعالم التمني والخيال. فعاجلته بسؤالٍ محرج بعد ان انخطفت بعالمه وتحليلاته : إذاً قُل لي بماذا تحلمُ الآن وما الذي تتمناه؟ تنهد وقال، اتمنى ان تتغير معانِ كلمة اعزك الى معانٍ ومصطلحات من لغة الحب والغرام واحلم أن تهدمي ذاك السد المنيع بمطرقة الجرأة والتمرد وترتمي ما بين زراعي اضمكِ الى صدري حتى نكاد لا نفرق ما بين انفاسي وانفاسك

لطالما تكلمتُ عن ذاتي الثانية التي تعارضني وتتمرد عليِّ وعلى تقاليد المجتمعات وعاداتهم بمعرض ما كتبت من خواطر وعن الصِراع الدائم ما بين النقيضين ولطالما كنتُ مؤمناً بأن سرَّ إستمرارية الحياة يكمن في الصِراع الدائم ما بين الشيء ونقيضه حيث تكونت نواة الحياة من رحم صراع الأضداد وأصبحت المحور . ها أنا أُخبركِ اليوم وأعلنُ على الملأ إنني وقبل أن أغرق في بحرِ عينيكِ ، أنخطف بسحركِ وفنون حركاتك، أنجذبُ الى عالمكِِ الخاص أستعطفكِ أطلبُ رضاكِ ، وقبل أن أستفيق لأجد نفسي مجنونٌ بكِ أسكنُ ما بين الجنة والنار أتجرعُ من كأسِ النقيضين خمرة الاستمرارية والخلود،أسافرُ على بساط الأحلام اللامتناهية لأقطف من مروج المشاعر المرهفة ما يحلو لكِ من كلماتٍ وممفردات ،قبل ذلك يا أميرتي كنتُ أعيش هنالكَ بسلام في ذلك العالم التقليدي، عالم البشر أكتبُ ما تيسَّر لي من الخواطر أُعبر بها عن مشاعري وأصفُ جمال من أُصادف من نساءٍ الأرض، أما اليوم أجدُ نفسي منحازاً إلى عالمكِ أنتِ عالم التناقض والجنون أتمردُ على قواعد الكون وأخرج من ذلك الوسط المسالم لأنحاز إلى عالم المواجهة والتحدي وأعلن الحرب الكونية على من يعارض مسيرة حبنا متحدياً العالم بأسرهِ إكراماً لعينيكِ

ما أغربني عندما اشكو من ألمٍ أجدُ معهُ لَذتي ،ادمنت العذاب وتصالحت مع الألم وبت اشتاق لصولات وجولات من المعارك الضارية ما بين تبريراتي الضعيفة وعتابك الحاسم المؤلم .أحس بكلماتك تتوالى كضربات السوط على عري مشاعري الرقيقة وتترك آثار جراح لعقاب حب برئ لا تمحى إلا بقبولاتك الحارة ، فأنت يا معذبتي تشبهين الدنيا نحبها ونعشقها ونموت من أجلها رغم قسوتها وآلامها .ولكن حبي لك تخطى حب الدنيا بأشواط وأشواط وأصبحت مشاعري اقرب إلى الجنون منها إلى الحب البشري .أنت حياتي ودنياي منك أتألم ولك اشكو .انت رمز الخطيئة والاغراء مصمودة في معبد القداسة والطهارة .انت عذاب الجحيم ونعيم الجنة ،يا من يطيب الموت في احضانك وعلى عُري جسدك الآسر من اجل حب ما استحقه سوى من ذاق عذاب الجحيم، جحيمكِ انتِ إكراماً لعينيك فنال بذلك رضاك وربح نعيم جناتك

ما هو الإنتظار ؟ هل هي حالة تفرض علينا في حياتنا اليومية منذُ ولادتنا أم إنها من مشتقات القدر؟! الإنتظار كلمةٌ تستحقُ أن ترتقي إلى مستوى الصفِ الأول لكلماتٍ ومعانٍ لها تاثيرٌ كبيرٌ في حياةِ البشر، فالإنتظارُ فعلٌ لا إرادي يستنزفُ الكثير من الوقتِ والطاقةِ خلال حياتنا ولهُ انعكاساتٌ معينَّةٌ على مصيرِنا وقراراتنا. رحلةُ الإنتظار تبدأُ من اللحظةِ التي يهبنا اللهُ فيها نعمةَ الحياة. تنتظرُ الأمُ الجنينَ تسعةَ أشهرٍ ليصبحَ طفلاً لتغمرهُ بعطفها وحنانها . ينتظرُ المريضُ نتيجةَ الصراع ما بينَ المرضِ والصحة . إنتظارُ المزارع للمطر، إنتظارُ العاشق للقاءِ الحبيب. إنتظارُ الطالب لنتائجِ الامتحانات. إنتظارُ الموظف نهاية الشهر موعد قبض الراتب… هناكَ محطاتٌ كثيرةٌ في حياتنا نكونُ فيها في ثلاجةِ الانتظار ولو اردنا ان نذكرها كلها لما انتهينا. في الأمسِ القريب كُنا ننتظرُ تشكيلَ حكومةٍ تضعُ خطة انقاذ إقتصادية تستدرك الانهيار الحاصل، باتت بدورها تنتظرُ أن يكتملَ النصاب لانعقادِ الجلساتِ المنتظرة ، أما بعد الجلسات المعدودة غير المنتجة أصبحوا في انتظارِ اي تحركٍ دبلوماسي يكسر طوق العزلة ويفتحُ ثغرةً في جدارِ المجهول. أما بعضُنا اليوم ينتظر موعد الإنتخابات الريأسية على أمل أن تحصل وتترك نتائجها انعكاسات ايجابية على حياةِ المواطن… يبقى ان نعلم إن الأمل يترافق دائماً مع فترات الإنتظار ولا يفارقه ابدا. وما أصعب الحياة لولا فسحة الأمل…
احسن ما نقول المتل اللبناني الشعبي :نطور يا…. تاينبت الحشيش.!!

بالأمسِ ، دارَ حديثٌ ما بيني وبينَ إحدى السيدات اللواتي يتمتعنَ بحسٍ مُرهفْ وذَوقٍ رفيعْ باستشعارِ واستنباضِ ما يُكتب بين السطورِ من خواطرِ ورسائل مشفرة. ضِفْ إلى انها تتمتع بما يكفي من السحرِ والجمال لأغراءِ ناسكٍ متعبِدِ… تسامرنا وتناقشنا بأمورٍ عديدة حتى انجرفنا بتيارِ الحديثِ المحظور وبتنا نطفو على مشاعرٍ تتأرجحُ ما بين الحبِ والإعجاب يَكبحُها بين الحينِ والآخر صوتُ حراس الهيكل…. حراسٌ يُحذروننا من المَسِّ بلوحةِ الفسيفساءِ المقدسةْ ،تلكَ اللوحةِ التي تشكلت عبرَ الزمن من اجزاءِ قلوبٍ تحطمتْ وتمردتْ على قوانينِ المجتمعاتِ الظالمة وكَسَرتْ قيود الأستعباد وحررتْ المشاعرَ المسجونة من أقبيةِ الجهلِ التخَلّف… كانتِ العواطفُ الجياشة وأباليسُ الأغراءِ قد بنتْ جدراناً ما بيننا وبين الواقعِ والحقيقة ، وصمَّتْ آذاننا بقطنِ الأحلامِ الزائفةِ والمتعةِ الزائلة وحالت دونَ سماعِ أصواتِ الحراسِ وتحذيراتهم… وضعنا جُسمان الحب على مشرحةِ المعرفة بعد أن تخدرَ من وقعِ الكلامِ المعسول وهمساتٍ بُثَتْ على موجاتٍ متدنية لا يسمَعَها سوى العاشقُ الولهان….باشرنا باكتشاف اسرارِ الحب بمبضعِ الحشرية وعلى ضوءِ التمردِ وغُصنا بأغوارِ الممنوعِ والمحظورِ حتى وصلنا إلى بذورٍ سحريةٍ لا نستطيع أن نراها بالعين المجردة، مزروعةٌ في قلوبِ البشرِ منذُ الأزل، محجوبةٌ تحتَ ضبابِ متطلبات الحياةِ العصريّة لا تنمو براعمها إلا حينها تلتقي بمن يُسمعها انغامِ المشاعرِ الصادقة ولا ترتوي وتكبر إلا بدموعِ التضحية والعطاء.
…. انها بذورُ الحُب..!!

هكذا أجابته بعد أن أحرجها بسؤالٍ عاطفي : أرجوكَ أن تفهمني لقد أحببتكَ بالفعل ولا أريد أن أخسركَ ولكن ضميري لا يسمحُ لي أن أتواجد معك في ظروفي ولا يسعني إلا أن أرضخ بما يمليه علي ضميري وكأنه صوت الله الحق… تنهدَ من ألمِ شوقٍ يحرقُ قلبه ثم قال : حبيبة قلبي وبلسم روحي لو كان ضمير البشر واحد لا يتغير مثل الإله الحق لكانت شعوب الأرض استغنت عن الأديان والكتب السماوية والقوانين المدنية التي تنطم حياة المجتمعات وعملت بما يملي عليها ضميرها كونه واحد لا يتغير ،وأنقلب عالمنا من دنيا الشقاء إلى فسحاتٍ من الجنة ، إنما في الواقع فإن ضمائر البشر تختلف عن بعضها البعض كلٌ حسب البيئة ، المجتمع والدين او المعتقد . هو حجرٌ منحوت على أيدي مجتمعات مختلفة بالقياس, الشكل والمعنى بما يتناسب مع مصالح الزعيم ورجل الدين… فمن قال لكِ يا سيدتي ان تحتجزي مشاعركِ المقدسة في أقبية الجهلِ والتخلف ، فلا يستطيع الإنسان َمهما عظمَ شأنه ان يسجن بقوانينهِ ما خلقهُ الله حراً، قد يستطيع الإنسان أن يهب نفسه لشخصٍ آخر بموجب عقد لمدى الحياة ولكنه لا يستطيع أن بضمن له مشاعره او يحبسها داخل صدره فقد تتمرد على ذاتها في غفلةٍ منا وتتفلت من بين ضلوعه تحت ظروف معينة كما تفلتت حرة من بين أصابع الخالق القدير لحظة ولادتها بمشيئته ورضاه

بعدَ أن رَزقنا الله بطفلنا الأول وقفتُ في إحدى ليالي الشتاءِ الباردةّ داخل غرفته وكان ما زالَ رضيعاً ، في قلبي نهرٌ جارفٌ من السعادةِ والحنانْ وعلى كاهلي جبلٌ هائلٌ من الخوفِ والمسؤوليةْ ،… ، قطعتُ لهُ وعداً وعلى نفسي عهداً بأنَّ كلَّ شيءٍ سيكونُ على ما يرام، وجدتُ نفسي اسيرُ على خُطى ذلكَ الرجل الذي قطعَ نفسَ الوعدْ والعهدْ منذُ سنينٍ مضت ،حينها كنتُ لا ازالُ طفلاً ضمن عائلةً من الاخوةِ والأخواتِ يقاربُ عدد افرادها عدد أصابعُ اليدين ،كنتُ اعلمُ انهُ سيكونُ كلَّ شيءٍ على ما يرام بالرغمِ من الظروفٍ المعيشيةِ الصعبة في تلكََ الحقبةِ من الزمنِ التي كانتْ تَتطلَّب السعي الدائم لتأمينِ لقمة العيش….. وهبني ابي الثقةَ بالنفسِ وعلّمني أنَ خدمةَ ومحبة الناسِ رصيدٌ مهمٌ يُصرفُ منهُ في ظروفٍ أستثنائيةٍ وحرجةْ… عندما دفنتُ ابي وعدتُ إلى البيتِ عانقتُ أُمي أو ما تبقَّى من تلكَ المرأةِ الثكلىَ التي بالكاد عرفتني والتي نذرتْ حياتها لأجلِ عائلتها ، حينها ادركتُ انني خسرتُ الرجلَ الوحيد الذي حاربَ وناضلَ لأكون افضل منه….

اليوم ضاعت مني ذاتي الثانية بعد أن أرسلتها بحثاً عن ذاتها التوأم التي انسحرت بالأمسِ بأغراءِ عينيكِ الملوَّنة وانجذبت لاكتشافِ أسرارها ولم أعد أعلم إن كانا ضائعان بالفعل أم إنهما سكرا برائحةِ عطرك ونذرا الخدمة والطاعة على أقدامِ عرشكِ وأصبحتُ أنا بكياني وروحي مُلكاً لكِ يا مُنقذتي من أوهامي ،يا أميرةَ قلبي.أنتِ عصفورةَ احلامي، صغيرتي ، ملهمتي وطبيبة أخزاني. ❤️❤❤❤

التَّذْكَار شكلٌ مِن اشكالِ اللقاء فَلَو رَغْبَتِي يَا حبيبتي أَنْ نَلْتَقِيَ الْيَوْم تذكريني بكلِّ قوَّتك كَمَا اتذكركِ أَنَا وسنلتقي حتماً في حلمٍ جميل عَلَى دروبِ الْحَقِيقَة تَحْت ظلالِ أشجار الحب البرئ . أمّا النِّسْيَان فَهُو شكلٌ مِن اشكالِ الْحُرِّيَّة فَلَو وجدتِ نَفْسِك مسجونةٌ مَا بينَ حِبِّي وَقَوَانِين الْبَشَر إنسيني عَلَى الْفَوْرِ وَانْطَلِقِي بنفسكِ إلَى سماءِ الْحُرِّيَّة ولا تخشي على قلبي فلا يسعك أن تكسري ما بات حطاماً فَأَيْنَمَا ذهبتي يَا صغيرتي حتماً سنلتقي لِأَنّ بِذَاتِي شيءٌ مِن بذورِ الْحُرِّيَّة والتمرد . إلَى اللِّقَاء .

حينما رأتهم عيناي تقوقعت ذاتي على نفسها من الخجل وصرخ ضميري متأوهاً من شدّةِ الألم ، ذُهلَ الذهول ،وتعجّبَ العجبُ من أُناسٍ يتخذونَ من الأديان ستارةً يختبؤون خلفها لارتكابِ المعصية ويلبسونَ رِداءَ القداسة على أجسادٍ عفنة تفوح منها رائحة الآثامِ وتطلُّ الخطيئة برأسها من خلفِ رداءٍ مزخرف بأزرارٍ مطرَّزة