ما زالا وعيِّ وإدراكي عاجزان أمامَ جنوني ،جنوني بكِ يا سيّدتي ،فقد أدمنت حبكِ وعشقتُ عطركِ ولون عيناكِ، ولكن للحق والأمانة فقدحَذَرَتني مِن الأدمانِ وَكَأَنَّهَا خمرٌ معتقٌ فِي أوانِ ،واستهجنت حبي واستضعفت قلبي .
حذرتني من الغرق في أسرار بحارها وكأنني مَا زلتُ فِي الحبِ غراً لَا أفقهُ الغوصَ وَلَا أعرفُ الطيرانِ! ولكن إنْ كُنْت لَا أُحبُكِ ، لِمَاذَا تسكُنينَ فِي قَلْبِي وتملئين حَيَاتِي ؟ .
إنْ كُنْت لَا اشتاقُ اليكِ ، لِمَاذَا حِينَمَا نَلْتَقِي أضمكِ إلَى صَدْرِي وأقبلُ شفتيكِ ؟
إنْ كُنْت لَا أَهْتَمُّ لكِ ، لِمَاذَا أغارُ منَ النسماتِ لَو داعبتْ شعركِ ولمستْ خديكِ ؟.
حسناً ، أُحبكِ، وَلَكِنْ لَوْ عُدنا بالزمنِ للحظاتٍ قبلَ أَن القاكِ لِمَا تجرأت على لمسِ يداكِ وَلَا نظرتُ بعينيكِ ، لأنني انخطفتُ بحبكِ من عالم الواقع إلى عالم يشبهُ الجنون يتأرجح ما بين الجنة والنار، فأنا يا سيدتي تاءهٌ في بحر حبكِ عاجز عن السباحة والإبحار فأنا مجردُ مجنونٌ التقى بكِ انسحر بجمالكِ وانخطف بلونِ عيناكِ

 

ُأحبكِ حتى الجنونْ واشتاقُ اليكٍ…
في كلٍ ليلةٍ القاكِِ بحُلمٍ جميل آخذكِ بينً زراعي أضمكِ إلى صدري، أداعبُ بأناملي الدافئة شعركِ المتماوج بألوان الإغراء ،أذوبُ برائحةِ عطركِ الساحر وأضيعُ كطفلٍ بينَ تفاصيلَ جسدكِ الآسر ، أرتشفُ من رحيقِ شفتيكِ حتى الثمالة ، أتفحصُ ملامسََ وجهكِ الملائكي وأغوصُ في بحرِ عينيك الملونة لأكتشافَ سرَّهما وسحرهما ،أعودُ لأستيقظ على واقعٍ مرير يمنعني من لمسِِ يديكِ وتقبيل وجنتيكِ..يا أرقَّ واحبَّ النساءِ الى قلبي يا أطيبَ القلوبِ وارهف المشاعر… . لو قُدّرَ لي ان أعودَ بالزمانِ لسنواتٍ مضت لما اخترتُ غيركِ رفيقةَ دربي واميرةَ قلبي، حبيبتي، عشيقتي وملهمتي… ولكن…. كيف لي أن أحلمَ بذلك وأنتِ اليومَ وغدا والى آخر نفسٍ في حياتي أميرتي، حبيبتي، صغيرتي وملهمتي… أحبكِ حتى يعجز الحب عن إرضائي

قرّرَ رجلاً غنياً من أصحابِ الشركاتِ الكبيرة أن يُعطي لنفسهُ يومَ اجازةٍ بعد ان سَبَقتهُ السنين ونالَ منه التعبْ، فقصدَ احد الشواطئ النائية طلباً للعزلةِ وهرباً من صَخبِ الحياة. وبعد ان جلسَ متظللاً بما يشبهُ المغارةَ… لاحظَ قاربَ صيدٍ خفيف متوجهاً نحو الشاطئ على مَقربةٍ منهُ ، ما لبسَ ان رَسا في خليجٍ صغير كأنه ميناء نَحتتهُ الأمواجُ مع مرورِ الزمن … على مقربةٍ من الشاطئ استصْلَحَ الصيادُ مساحةً بسيطة من الأرضِِ بعد ان نزلَ من قاربهِ حاملاً معهُ سلةٌ ممتلئة بانواعِ السمكِ الطازجْ، ثم باشرَ بأشعالِ النارِ بما تَيَسّرْ من عِيدانِ الحَطبِ كانتْ قد لَفَظتها الأمواجُ بليالٍ مُقمِرةْ… بينما كانت النارُ مشتعلةْ كانَ الصيادُ يعملُ بالتوازي على تنظيفِ السمكِ في بركةِ مياهٍ ضحلةْ بانتظارِ ان يتحولَ اللهبُ إلى جمرٍ يَصلُحُ لشواءِ ما تم اصطياده …َ اجتاحتْ نسماتُ البحرِ الناعمةْ مقرَّ رجلِ الأعمال حاملةً في طيّاتها رائحةَ السمكِ المشوي فايقظتْ شهيّتهُ ليتناولَ بعضاً منهُ وما بينَ رغبَتهِ بتذوّقِ السمكِ وحشريتَهُ ، ما وجدَ نفسهُ الا واقفاً بالقربِ من الصيّادِ يلقي عليه التحيّةَ ويتوددُ اليهِ بكلماتِ المديح والإعجاب … فطلبَ منهُ الصيادُ وتمنّى عليه ان يُجالِسهُ ويشاركهُ طعامهُ…وبعد ان دَارَ حديثٌ قصيرٌ بينهما، قال الرجل: يبدو جليّاً بأنك تَستَمتعْ بما تقومُ به ،موجِّهاً كلامَهُ للصيادْ. اجابَهُ الصيادُ مبتسماً : لستُ مستمتعاً بل أشعرُ بالسعادةْ.
الرجل: حسناً، أخبرني ما الفرقُ ما بينَ المتعةِ والسعادةْ! ؟؟…
الصياد : المتعةُ يا سيِّدي ملمُوسةٌ ومرئيِّةٌ ، شعورٌ مؤقتْ ، كما وانها تحتاجُ الى موادٍ لتتحقق، تزولْ حينما تنتفي الأسبابْ ويعود الشخص إلى حالتهُ النفسيّة السابقة… بامكانك ان تستمتع بما تأكُلهُ او بسيارة جديدة او بصفقة تجاريّة مربحة…
اما السعادة هي حالة نفسيّة ثابتة تنمو ضمنَ ظروفٍ اجتماعيّة وعائليّة خاصّة وبانجازاتٍ فيها من العطاءِ المجَّاني لا يحدُّها مكانٌ او زمانْ، السعادة احساسٌ غير مادِّي وغير ملموس تُبذلُ بالعطاء والتضحية راسخة بالنفوس كالايمان… لا شكَ ان المال حاجة ضرورية لِنَستَمتعْ بالحياة لٍفتراتٍ محدودةٍ وبأشياءٍ مُحدَدةْ ، أمَّا السعادةْ لا تُشتَرى بالمال. لو أردّتَ ان تكونَ سعيداً لا تَكُنْ سطحياً وتتلهّى بالقشورِ بل غِصّ إلى الاعماقِ حيثُ تجد السعادة واسرارها… اندهشَ الرجل بما أجادَ الصيادُ من شرحٍ مستفيضٍ ومعلوماتٍ هامّة، وسألهُ مستغرباً : كيفَ لكَ ان تَمتلكْ هذا الكمّ من المعلوماتِ والخبرة والاسلوب.! أليّستْ حرفةُ الصيدِ مهنةٌ لك؟ الصيّاد: لا يا سيدي في الحقيقة ومع كلِ احترامي لكَ ولاصدقائي الصيادين . انا دكتور متخصص بعلم النفس اعمل على أبحاثٍ ودراساتٍ عن الفروقات بالمستوى المادّي بين الشُعوب وتأثيره على المجتمع…😂😂😂

قالت لي لنشرب من عصارة الكرمة المحرمة علّنا نسكر ونرتقي بذواتنا إلى مستوى آلهة الحب حيث لا تطالنا سهام الغدر والنميمة…سجدتُ أمامها وسكبتُ الخمرة من خوابي حبي المعتقة بأقبية مشاعري اللامتناهية في كأسها المرصّع بقطعٍ وأجزاءٍ من بقايا قلبٍ تحطم على أقدامِ عرشها علّها تنخطف ولو للحظات من عالم الواقع فأسرق القبلات عن اطراف عنقها العاجي على غفلةٍ منها وأحرق بشفاهي الملتهبة ما أحرق قلبي من تضاريس جسدها الآسر، وما أن شربت من كأسها حتى سكرت الخمرة من رحيقِ شفتيها وغفى الزمن كطفلٍ رضيع على صدرها مستمتعاً بدفيءِ حضنها وحنان نهديها ،

حينما اعلنتُ جهراً وعلى الملأ بأنكِ حبيبتي اجتاحت أمواج الغيرة شطآن القدر فبنى حاجزاً ما بيني وبينكِ وارتفع به بمداميك نُحتت حجارتها وبُنيت بقوانين المجتمعاتٍ الظالمة وسُدت منافذه بالمعتقدات الخاطئة والأحكام الجائرة فتحول سداً منيعاً، ووجدتُ نفسي عاجزاً مكبلاً واستحال الوصول اليكِ ،فأرسلتُ بذاتي الثانية مضحياً بها على مذبح إله الحب استعينُ بهِ ليجدَ لي حلاً فرمى عليكِ برداءِ السحر وحولكِ إلى حلمٍ جميلٍ ثم أهداني إياكِ على طبقٍ مزين بأزهارٍ ملونة من حدائق الجنة ،ولأن ما من إنسان يتحدَّى القدر تعذر علي أن اغوص بأعماقِ ذلكَ الحلم الجميل وسبور اغواره بعد ان هجرتني قسراً واضناني الضجر فاخذتي معكِ النوم من بين جفوني فخسركِ قلبي أميرةً وضاع الحلم من عمقِ عيوني

كانت خطواتي خفيفة بعد ان ترجلتُ من السيارةِ كأنني اسيرُ على سحابةٍ من القطنِ الأبيضْ، كان سكونٌ عميق يلّفُ المكان تشٌكُ للحظةٍ بأنك أصَّم ، سرتُ في ذلكَ الطريقِ مسلوب الارادة منجذباً نحو المجهول على أثرِ خُطى اقدامٍ عارية سبقتني بوقتٍ وجيز، كان هناكَ آثارُ اثلامٍ عريضة لاثقالٍ تم سحبها للأعلى على نفنافٍ ابيض ،،، آثارٌ تراءت لي وكأنها أثقالُ خطايا لإنسانٍ يسحبها خلفه جاهدا للوصول إلى أرض الخلاص،،،
اقشعّرَ بدني لنسمةٍ باردةٍ واخذتني الدهشةُ حينما وجدتُ نفسي اسيرُ عاري القدمين برداءٍ ابيضٍ فضفاضْ… خارتْ قواي، اخذَ مني التعب وبتُّ اسعَى جاهداً لألتقطُ انفاسي… اختلطتْ علي مشاعري ما بين الخوف والشجاعة ، الصبر والإيمان وغصَّتْ افكاري بسيلٍ من الأسئلة : اين انا… ماذا أصابني؟ هل انا حيّ ام ميت ؟ هل انا روحٌ متألمة تسير من غير هُدى على طريق المطهر ؟
اسئلةٌ كثيرةٌ راودت افكاري على حدودِ الحقيقةِ والخيال،
ترامتْ على مسامعي ترانيمٌ ملائكية وصدى لصلواتِ المسبحةِ رافقتني برحلتي حتى وصلت إلى ارضٍ تشبه بملامحها ارض الجنَّة، اسوارها مشبوكةٌ بانواعِ الوردِ والوانه وأشكاله، حرَّاسها اسرابٌ من الحمامِ الأبيضِ الملائكي، تتفجرُ في ظلِّ أشجارها الشامخة ينابيع مياهٍ دافئة من بين صخورٍ منحوتٌ بأيدي الخالق، هجرني التعب، تخلصتُ من قلقي وشعرتُ بارتياحٍ كبير وانا جالسٌ على ضفافِ ينابيع السلام والمحبة. واذ يُدهشني حضور امرأةٍ بجمالها الفاتن، عطرها الساحر،تتمايل بشعرها الذهبي المتطاير على كتفيها وبريق عيناها الدافئتين الساحرتين بألوان تشبهُ بألوانها عيون حوريات الجنة.. عجباً انها أميرتي، نعم تلك الاميرة التي تسكن في عقلي وقلبي وخيالي رافقتني منذ طفولتي وانا على مقعد الدراسة، كنتُ ارسمها بخيالي بفستانها الحرير المرصَّع واعيد تلوينه اكثر من مرّة ليتناسب مع ذوقها وجمالها، كانت تسحرني برقصاتها وتاخذ الكثير من حِصص الدراسة.. وقفت على الفور من شدة دهشتي وقلت لها :

تعالي يا صغيرتي، دعيني اضمكِ إلى صدري واطيرُ بكِ إلى ارضِ الجنّة حيث لا احتاجُ سوى لحُبكِ وحنانكِ غذاءً لروحي وبلسماً لجراحي، انتِ يا أميرتي حبيبي ، ملهمتي وطبيبة اخزاني
اجابتني ببسمتها المعهودة وصوتها الدافئ : اطمئن يا حبيبي ها نحن في الجنَّةْ…

سمعتُ بصغري من فَمِ عَجُوزٌ شَمْطأُ وبصوتِها المُتَقَطِّع المُرتجف عَن مكانٍ غريبٍ يُجاورُ مقابرَ الْقَرْيَة وكانت تلكَ العجوز تُخيف الصِغار والكبار من صدقِ توقعاتها ونبؤاتها… على ذمّةِ العجوز : 😅 قِيلَ أَن هنالكَ مَقْعَدٌ صَخْرِيٌّ قَدِيمْ يشبهُِ الْعَرْشَ تَرَبَّع تَحْتَ ظلالِ أشجارِ السَّرْو والسنديان المعروفين بحُرَّاسِ الْمَقَابِر الْعَتِيقَة،… مقعدٌ منحوتٌ عَلَى أيدِ أَحَد الرهبانِ الْأَتْقِيَاء مُنْذُ سَنَواتٍ مَضَت بأزميلٍ مِن عِظامِ الْمَوْتَى.. نُحِتَ فِي ظُلْمَةِ الليالِ الحالكة وبغيابِ نُورِ القمرِ ، وكانت الغربان السود تأتيه بحبات التوت والتين يسد بها جوعه طوال تلك الفترة، وكانَ كُلَّمَا جلسَ عَلَيْه تأملَ تلكَ المدافن وناجىَ الْأَرْوَاح ،فتلبِّي دَعْوَتَه وَتُصْبِحُ حَاضِرَة بَيْنَ يَدَيْهِ تجالسه تحتَ ظلالِ الأشجار تحادثه وتُجِيبهُ عَن الفِ سؤالٍ وَسُؤَال وتُخبرهُ عَن اسرارِ الْعَالِم الْمَجْهُول.. . وَبَعْدَ أَنْ تَوَفَّاهُ اللَّهُ وَأَسْكَنَهُ جنَّاته ، جَرَت الْعَادَةُ مَعَ أَهْلِ سكَّانِ الْقَرْيَةِ أنْ يَجْلِسُوا عَلَى ذلكََ الْمَقْعَد الصخريّ فِي الليالِ الْمُظْلِمَة يناجو أَرْوَاحَ مَنْ فَقَدُوا مِن احباء لملاقاتهم فِي حديثِ عتابٍ أَو بعناقٍ حَمِيم …. وَأَنَا بدوري أيضاً وبعد ان كبرت ذَهَبَت كَمَا أَهْلِ الْقَرْيَةِ ذات ليلة إلَى ذَلِكَ الْمَقْعَد الصخري لأجلسَ عليه وأُناجي مَنْ فَقَدَتُ مِن احباء ، اتامل وَانْتَظَر بِفَارِغِ الصَّبْرِ لملاقاتهم ، وَقَد ذُهلتُ وتفاجأت عِنْدَمَا وَصَلتُ إلَى مَقْصِدِي بوُجِودِ ذَاتِيٌّ الثَّانِيَة متقوقعة دَاخِلٌ ذَلِكَ الْعَرْشُ تَنَاجِي رُوحِي وتنتظر لقياها ، تَقَدَّمتُ إلَيْهَا رويداً رويداً وعانقتُها بَعْدَ أَنْ مَسَحَتَ عَلَامَات الدهشةِ عَن مَلامِح وَجْهِي وقد اكملت بذلكَ مشهد الرواية..!

 كنتُ على وشكِ الأنتهاء من انجازِ بعض الأعمال الفنّية البسيطة للانترنت عندما بادرتني قائلة : سنشربُ القهوة. ؟ وكان وقعُ الكلام بصِيغة العلم والحب أكثر مما هو بصِيغة السؤال، فأومأتُ براسي إيجاباً : نعم ، لو سمحتي يا سيدتي… في الحال نادتْ على إحدى الخادمات لإجراء ما يلزم وتقدّمتني بخطواتٍ أنيقة نحو الحديقة الخارجية ،كان يتبعنا كلبٌ متوسط الحجم إستقبلني حينما ترجلتُ من السيارة ، وكان واضحاً من نظافةِ وبره مستوى الإهتمام الذي لاقاه من قِبل من يعتني به، بدت علامات الذكاء والتنبه واضحتين على وجهه انه من فصيلة الراعي الألماني … انها انثى واسمها غايا هكذا علمتُ من سيّدة المنزل عندما جلسنا على تلك المقاعد وسط الحديقة تحت اشعّة الشمس ، وكان يفصل ما بيننا طاولة من الخشب وُضعَ عليها ما يطيبُ مع فنجانِ القهوة، يحيط بنا انواع من الورد والازهار الملونة. كانت غايا محور الحديث وكانت قد جلسَتْ بالقربِ منا تترقّب حركاتي وتُدقق بنبرات صوتي، وكنتُ انا بدوري اتأمل تلك السيّدة وهي في قمةِ الجمال والتألق والنضوج، كانت اشعّة الشمس تنسابُ خيوطاً ذهبية بين خصلاتِ شعرها الاشقر لتزيدُ على تألقها سحرا وجمالاً . كانَ في دفئُ صوتها وعذوبته شيءٌ من الحزن يدفعني للاستماع إليها ويمنع عني الكلام… شربتُ فنجان القهوة وسكرتُ من رائحةِ عطرها المستورد ، ونظراً لمعرفتي المستجدّة بها وحرصاً مني على عدم ازعاجها شكرتها على حسن الضيافة واستأذنتُ مغادراً ….

لأنكِ امرأةٌ إستثنائية ولا تُشبهينَ أيًّ من نساءِ الكونِ ولأنني محتارٌ بكِ أراكِ تتربعينَ على عرشكِ المزخرف بأبياتِ الشعر هنالكَ ما بينَ عالم البشر وجنات الآلهة، تتوهمين بأنَ حمائم العفةِ والطهارة تستطيع أن تحميكِ من غاراتِ صقورِ الشهواتِ والاغراءِ ،فإن كتاباتي لكِ لا تتشابه أيضاً مع الخواطر والكتابات التي تُكتب لبني البشر أنما هي أقربُ للصلاةِ منها إلى الخواطرِ والغزل , يا اميرة قلبي ، مولاتي وسبب جنوني فأنتِ اليوم بأمسِّ الحاجة إلى صلواتي ،صبري وسلواني لأن حمائم العفة والطهارة لن تستطيع أن تحميكِ من صقورِ عشقي وجنوني .

قالت لي صغيرتي ما اهتزَ إيماني ولا جرأتي ولو بقيدِ أُنملة من زلازلِ الدنيا مجتمعةً وما همني لو تحركت صفائح الأرض أو اندسرت أو تفككت فإنَّ مسكني وملجئي في رحمِ حبكَ وإن ذاتي وذاتكَ في روحٍ واحدة كأن شيئاً لو اصابكَ اصابني حتى كأنَّ الموتَ لو أتاكَ أتاني .فقلتُ لها ما زاد إيماني باللهِ سوى حبكِ فاطمئنّي يا توأمَ روحي كلانا نسكنُ في قلب المخلص ربنا وإلهنا سرُّ الحياة الأبدية فلا تقلقي ولا تجزعي فلن ندخل الحياة الابدية إلا من بابِ الموت المحتوم