كنتُ على وشكِ الأنتهاء من انجازِ بعض الأعمال الفنّية البسيطة للانترنت عندما بادرتني قائلة : سنشربُ القهوة. ؟ وكان وقعُ الكلام بصِيغة العلم والحب أكثر مما هو بصِيغة السؤال، فأومأتُ براسي إيجاباً : نعم ، لو سمحتي يا سيدتي… في الحال نادتْ على إحدى الخادمات لإجراء ما يلزم وتقدّمتني بخطواتٍ أنيقة نحو الحديقة الخارجية ،كان يتبعنا كلبٌ متوسط الحجم إستقبلني حينما ترجلتُ من السيارة ، وكان واضحاً من نظافةِ وبره مستوى الإهتمام الذي لاقاه من قِبل من يعتني به، بدت علامات الذكاء والتنبه واضحتين على وجهه انه من فصيلة الراعي الألماني … انها انثى واسمها غايا هكذا علمتُ من سيّدة المنزل عندما جلسنا على تلك المقاعد وسط الحديقة تحت اشعّة الشمس ، وكان يفصل ما بيننا طاولة من الخشب وُضعَ عليها ما يطيبُ مع فنجانِ القهوة، يحيط بنا انواع من الورد والازهار الملونة. كانت غايا محور الحديث وكانت قد جلسَتْ بالقربِ منا تترقّب حركاتي وتُدقق بنبرات صوتي، وكنتُ انا بدوري اتأمل تلك السيّدة وهي في قمةِ الجمال والتألق والنضوج، كانت اشعّة الشمس تنسابُ خيوطاً ذهبية بين خصلاتِ شعرها الاشقر لتزيدُ على تألقها سحرا وجمالاً . كانَ في دفئُ صوتها وعذوبته شيءٌ من الحزن يدفعني للاستماع إليها ويمنع عني الكلام… شربتُ فنجان القهوة وسكرتُ من رائحةِ عطرها المستورد ، ونظراً لمعرفتي المستجدّة بها وحرصاً مني على عدم ازعاجها شكرتها على حسن الضيافة واستأذنتُ مغادراً ….

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes:

<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>